نصرالله: كل تعاون مع التحقيق الدولي اعتداء على المقاومة

نشر في 29-10-2010 | 00:05
آخر تحديث 29-10-2010 | 00:05
«لن نسكت بعد الآن لأي اعتبار خارجي أو داخلي أو كرامة لأحد»
أطلّ أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، عبر شاشة قناة "المنار" مساء أمس، في خطاب مقتضب على غير العادة، معلناً أن كل تعاون مع المحققين الدوليين هو "اعتداء على المقاومة"، وذلك تعليقاً على زيارة فريق من لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، عيادةً نسائية في ضاحية بيروت الجنوبية أمس الأول، وسؤال الطبيبة إيمان شرارة عن ملفات عدد من النساء بين 2003 و2010، "بلغت 7000، ثم وصلت إلى حوالي 17 بعد مجادلة الطبيبة".

وإذ أعلن أن نساء مسؤولين وكوادر في "حزب الله" يترددن على هذه العيادة، متسائلاً: "ما هي علاقة التحقيق الدولي وحاجته إلى ملف، كطب نسائي لزوجاتنا وبناتنا ونسائنا وأخواتنا؟"، ومشيراً إلى أن لديه تفاصيل سيقولها لاحقاً، قال نصرالله: "أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة حساسة وخطيرة جداً تتصل بأعراضنا وكراماتنا وشرفنا وباتت تتطلّب منّا جميعاً موقفاً مختلفاً، أنا في الحقيقة لم أكن أودّ أن أتحدث اليوم لولا أنني شاهدت بالأمس ردود الفعل المحلية والخارجية على أعلى المستويات، واليوم المزيد منها، سواء من المدّعي العام الدولي (دانيال بلمار) أو رئيس المحكمة الدولية (أنطونيو كاسيزي) أو جهات دولية معينة وصولاً إلى وزارة الخارجية الأميركية التي أدانت بحسب تعبيرها بأشد تعابير الإدانة ما حصل في الضاحية الجنوبية"، في إشارة إلى هجوم عشرات النساء على المحققين الدوليين اللذين قدما إلى العيادة الطبية.

وأضاف نصرالله: "العيون الأميركية طبعاً عمياء وآذانها صمّاء عما يجري في فلسطين وأم الفحم، ولا عبارة عن أم الفحم، ولقد أذهلتني الحقيقة أن القضاء اللبناني استعاد نشاطه وصلاحيته وأذهلتني سرعة مدّعي عام التمييز بسرعة مذهلة وفتح تحقيق في هذا القضية، وهو الذي سكت سنوات طويلة عن شهود الزور. كنت اظن أنه فتح التحقيق لتطبيق القوانين اللبنانية ولكن بمعزل عن القوانين، تصوّرت أنه اسرع ليدافع عن أعراضنا وكراماتنا". وتابع: "المساعي الأميركية (...) تجري لتخريب كل الجهود السعودية - السورية التي تريد الحفاظ على البلد وسلامته واستقراره وبتحريض من قوى سياسية محلية وإقليمية نعرفها جداً".

ومضى أمين عام "حزب الله" قائلاً: "وقبل أن أبدأ الحديث وصلتني معلومات أن هناك ضغوطاً أميركية كبيرة جداً على المدّعي العام لتعجيل إصدار القرار الظني قبل الموعد المرتقب، وأرجو ألا تكون صحيحة".

وأضاف: "نحن كنا نعلم حجم الاختراق الأمني الموجود في البلد ولكن كنّا ساكتين على هذه الاستباحة كي لا يقال إننا نعرقل التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وسأسرد بعض العناوين التي طلبتها لجان التحقيق الدولية من لبنان، مثلاً ملفات طلاب الجامعات الخاصة في لبنان من 2003 إلى 2006، كما أنه تم طلب كل داتا الاتصالات من 2003 إلى اليوم". وأضاف: "لقد طلبوا بصمات من مديرية دائرة جوازات الأمن العام، كل البصمات الموجودة على الجوازات، ثم حصل جدل حول الموضوع وحصلت التسوية لتصل إلى 893 شخصاً لبنانياً. كما طلبوا قاعدة بيانات "الدي إن إيه". وقاعدة البيانات الجغرافية، ونظام المعلومات الجغرافي الجي أي اس، أي كل ما له علاقة بالجغرافيا في لبنان من الحدود إلى الحدود. كما أخذوا لوائح مشتركي شركة كهرباء لبنان. لا يوجد قطاع إلا ودخلوا عليه. من اعطاهم ومن لم يعطهم هذا بحث آخر".

وتابع نصرالله: "مع علمنا أن قاعدة المعلومات أوسع من عملية الاغتيال، وأن كل المعلومات تصل إلى أجهزة أمنية غربية وإلى إسرائيل، كل النسخ منه تذهب إلى اسرائيل ومع ذلك سكتنا... من أجل ألا يقال إن هناك عرقلة، وهذا كان يثير حساسيات كبيرة في البلد ومراعاة لعائلة الحريري وتياره والجو العام في البلد ولاعتبارات متنوعة ومتعددة، وحصل ما حصل، لكن الآن وصلنا إلى مكان لا أعتقد يمكن أن يُحتمل او يطاق او يمكن السكوت عنه أو عليه تحت اي اعتبار سياسي او داخلي او خارجي او كرامة أحد، أبداً".

وأضاف: "هذا الموضوع لن نسكت عليه كرامة فلان او فلان ويجب أن يسمحوا لنا في هذا الموضوع. فما هي حاجة التحقيق الدولي للملفّات الطبية لنسائنا؟ هناك بعض التفاصيل سنتكلم عنها لاحقاً، فما هي حاجة التحقيق لأن يطلب من طبيبة مختصّة يتردد عليها زوجات ونساء كوادر في حزب الله والاطّلاع على ملفّات من 2003 و2010 ما يزيد على سبعة آلاف سيدة.

هنا أسأل المسؤولين والمواطنين: من منكم يقبل أن يأتي أحد ليطّلع على ملف طب نسائي لزوجته أو ابنته أو أخته؟ من يقبل؟ من يريد تحمّل هذا الأمر بهذا المستوى وهذا الحجم؟".

وتابع نصرالله: "هذا التطور الفضائحي سيعود بنا إلى أصل المسألة إلى كل الاستباحة الأمنية الحاصلة في لبنان تحت عنوان التحقيق الدولي، لم نكن نحب ان نصل الى هنا، ولكن أنتم أوصلتمونا الى هنا. فهل يجوز ان نبقى كلبنانيين سواء كنّا في مواقع الحكومة او الرئاسة او النيابة او الشعب اللبناني بكل هذه الاستباحة؟ ثم إن التحقيق خالص والقرار الظنّي منتهٍ ومكتوب وهو نفسه الذي نُشر في در شبيغل ولو فيغار"، وأنا تبلّغت به في عام 2008، وليس منذ بضعة أشهر. هذا موضوع منتهٍ. وكل التحقيقات التي تحصل للاستفادة من هذا الغطاء هي لتحصيل اكبر قدر ممكن من المعلومات، لأنها لن تؤثر في ما كتب بلغة الفبركة فهو قد كُتب".

وختم نصرالله قائلاً: "أمام هذه التطور الفضائحي في سلوك المحققين ومن يدعمهم ومن يغطيهم، اطالب كل مسؤول ومواطن في لبنان بمقاطعة هؤلاء المحققين ويكفي ما حصل من استباحة، وكل المعلومات التي تقدّم إلى هؤلاء تصل الى الاسرائيليين، أطالب اللبنانيين بمقاطعة فريق التحقيق الدولي".

وأضاف: "أودّ أن أقول بكل محبة وإخلاص إن استمرار التعاون مع هؤلاء سيساعد على مزيد من الاستباحة للبلد من جهة، ومن يساعدهم إنما يساعد على الاعتداء على المقاومة من جهة أخرى. وأنا أدعو كل مسؤول أن يتصرف مع طلبات هؤلاء المحققيين بما يمليه عليه ضميره وكرامته وشرفه. في الأسابيع الأخيرة صار هناك تهديد من قبل لجنة التحقيق الدولية لبعض الأطباء والطبيبات، أنا أدعو الجميع الى تحمل مسؤولياته. فكل أولادكم وبناتكم صارت ملفاتهم عند الإسرائيليين، اقول للمسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم، وللناس أن يتصرفوا بمقتضى وطنيتهم وشرفهم، وقد آن الأوان لانتهاء هذه الاستباحة التي وصلت الى نقطة لا يمكن تحملها بعد الآن".

من ناحية أخرى، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، دعم المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظرَ في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وذلك خلال استقباله رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي كرّر انتقاداته لهذه المحكمة، بحسب قصر الإليزيه.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن "بري كرَّر موقفه من المحكمة الدولية"، مؤكدةً أن "الرئيس ساركوزي جدّد موقفه الداعم للمحكمة". وأكدت أنه "من المهم أن يواصل مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان عمله، وألا يؤدي ذلك إلى اضطراب الوضع في لبنان".

إلى ذلك، تابعت واشنطن أمس انتقاداتها لدمشق؛ فذكرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن "سورية تبدي استهانة سافرة بسيادة لبنان وتواصل تسليح حزب الله". وقالت رايس: "أبدت سورية على نحو خاص استهانةً سافرة بسيادة لبنان وسلامة أراضيه ووحدته واستقلاله السياسي".

back to top