... ويستمر «أبو جعل» في سخريته من أعراق الناس في الكويت، ومن أصولهم وجذورهم، فيدعمه الفأر والضبعة، ويحميه الخنزير، وينشر أخباره الطفل المترف... وتتسرب الدولة من قبضة الحكومة، فتشتعل «فلاشرات الخطر» في أوساط المناطق الخارجية، ويعلو صوت «الجهّال»، ويطرق العقلاء ويصمتون، وتبدأ الاتصالات تحت بند «إلى متى؟»، وتتجه أصابع الاتهام في المناطق تلك إلى بعض أعضائها، أمثال دليهي الهاجري، سعدون حماد، عسكر العنزي، غانم اللميع، سعد خنفور، خالد العدوة، محمد الحويلة، حسين مزيد، شعيب المويزري، وغيرهم.

Ad

وترتفع الدول المجاورة، فتدفع الغيوم بيد والنجوم بيد كي تحصل على موقع لها في السماء، والكويت تصارع الدود، رحماك يا ربنا المعبود. والدول تتوحد، والشعوب تنزل الملعب على طريقة منتخب البرازيل، اليد باليد، وتعتمد الخطة الهجومية بحثاً عن الكأس...

ويدخل الشعب الكويتي الملعب، فيتبادل لاعبوه اللكمات والركلات والصفعات فيما بينهم، يا رافضي يا مجوسي، يا ناصبي يا وهابي، يا بيسري يا قليل الأصل، يا بدوي يا مزدوج، يا حضري يا حرامي، وترتفع فقاعات الصابون، فتكتب السفارات الأجنبية في الكويت تقاريرها إلى قياداتها، والحكومة تتفرج على زراعة الفتن، وقيل هي من يوفر السماد والماء والشمس... ويردد العقلاء: «راحت رجال تنطح الدروازة، وبقت رجال المطنزة والعازة».

وكلما ازداد الأغبياء غنى، قلّت حاجة بعضهم إلى بعض، وتفرقوا، فاستغنى الأخ عن أخوته وابتعد عنهم، واستغنت المرأة عن زوجها وطالبته بالطلاق، وتمرد الشاب على أبويه واستقل عنهما، وتلفّت الناس بحثاً عما يشغل أوقات فراغهم، فلا يجدون إلا التصارع، دينياً وعرقياً...

وكان التنابز و»المعايَر» وظيفة النساء العاطلات عن العمل كل ضحى، «يا أم شوشة»، «يا الحولة»، «يا الداثرة»...، فأصبح الرجال الكويتيون عاطلين عن العمل، فزاحموا النساء على صنعتهن، وهزموهن، وأخجلوهن، وعلموهن كيف يكون التنابز على أصوله، ليس في أوقات الضحى فقط، بل على مدار الساعة، كما الصيدليات المناوبة.

وكل من يطالب اليوم بزيادة الرواتب يساهم في صبّ البنزين على الحرائق، ويدفع البلد إلى مزيد من التمزق والتشقق، عن جهل أو قصد...

البطر و»الفسقة» هما السبب. ولأن لا أمل في تغيير نهج الحكومة، فليس لنا إلا البحث عن حلول لتغيير نهج الشعب، ولا حل أفضل من تخفيض الرواتب إلى النصف، كي يلتهي الناس في البحث عن مصادر دخل إضافية، والقاعدة تقول «الطبيعة تكره الفراغ».

❊❊❊

رحمك الله أيها الإعلامي الجميل سلمان العتيبي، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، و»إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».