يحيى الفخراني: أسرة شيخ العرب لم تنتقد المسلسل
يحيى الفخراني حالة فنية رمضانية لا يمكن أن يستغني عنها المشاهد المصري خصوصاً والعربي عموماً، فهو أحد أهم نجوم التلفزيون وصاحب علامات فنية رمضانية من بينها: «ليالي الحلمية»، «أوبرا»، «للعدالة وجوه كثيرة»، «عباس الأبيض»، «شرف فتح الباب»، «حمادة عزو»، «الليل وآخره» وأعمال أخرى كثيرة منحته عن استحقاق لقب «ملك الدراما الرمضانية».عن «شيخ العرب همام» أحدث أعماله كانت الدردشة التالية.
ما سر حماستك لمسلسل «شيخ العرب همام»؟عندما عرض عليّ الكاتبعبد الرحيم كمال السيناريو لم أتوقف عن قراءته حتى انتهيت منه في أربعة أيام، ذلك لكثافة الأحداث فيه وثراء الشخصية، فنحن لا نعرف شخصية تاريخية بهذا الثراء الفكري والإنساني.ألم تتخوف من تقديم سيرة ذاتية عن شخصية يصعب جمع معلومات عنها؟هدفي الأساسي هو المشاهد الذي سيتابع المسلسل، لذا يجب أن يتضمن دراما تجذبه وتدفعه إلى متابعة الحلقات سواء كان سيرة ذاتيه أو أي عمل آخر، وهذا ما وجدته في سيناريو «شيخ العرب همام».كيف تحققت من صحة الأحداث في المسلسل؟بعدما تأكدت من أن شخصية شيخ العرب حقيقية طالعت كتباً تاريخية من بينها «تاريخ الجبرتي» الذي خصص فصلاً كاملاً عن الشيخ همام أورد فيه تفاصيل عن حياته وإنجازاته، وعندما قرأت السيناريو وجدت أن هذه الأحداث والتفاصيل واردة فيه.هل أجريت تعديلات على السيناريو بعد مطالعاتك حول الشخصية؟يقوم أي عمل فني على تبادل الآراء بين فريق العمل، فلا يمكن أن أفرض وجهة نظري ولا يستطيع أي طرف آخر ذلك أيضاً، إنما نعقد جلسات عمل للوصول إلى الشكل النهائي الذي يرضينا، ذلك حرصاً منَّا على أن يخرج المسلسل أقرب ما يكون إلى الكمال. من هذا المنطلق، أبديت رأيي في السيناريو والأبطال وتفاصيل أخرى وأظن أن هذا من حقي. من وجهة نظرك، ما الفرق بين شخصية الصعيدي في «شيخ العرب همام» وشخصية الصعيدي في «الليل وآخره»؟لا يعكس الشيخ همام شخصية الصعيدي العادي، فهو عميق الجذور في تاريخ مصر وتكتنفه أسرار كثيرة وأحداث وهذا ما سنراه خلال الحلقات، لذا عندما تحمست لهذه الشخصية لم أشعر بأنني أكرر نفسي أو أكرر ما قدمته في «الليل وآخره».اتهمت أسرة شيخ العرب همام المسلسل بأنه يسيء إلى سمعتها، ما ردّك؟ لم توجّه أسرة شيخ العرب انتقادات كبيرة إلى المسلسل كما نشرت الصحافة، وإنما كان ثمة سوء فهم وطلبنا منها ألا تحكم على المسلسل من الإعلان بل الانتظار ومتابعته إلى نهايته، لأن الإعلانات هدفها جذب الجمهور، أما المسلسل فليس فيه أي إساءة لشيخ العرب، بل نتحدث عن شخصية تاريخية بإيجابياتها وسلبياتها. هل قصدت تقديم شخصية ذات طابع سياسي في ظل الحراك السياسي الذي نمر به اليوم؟بل تحمست للمسلسل لأنه جيد، ثم لا يمكن فصل أي عمل فني عن السياسة حتى وإن كان تاريخياًَ لأن شخصيات مثل الشرير والخيّر والشهم... موجودة في كل حقبة من التاريخ. كذلك الأمر بالنسبة إلى مشاكل الناس من فقر وبطالة... فهي حاضرة على الدوام وستبقى. ألم تتخوف من تقديم عمل تاريخي مصري في ظل انتشار الأعمال التاريخية العربية؟الملاحظ أخيراً أن الدراما في العالم العربي تشهد رواجاً، وهذا أمر جيد لأن حالة التنافس ستجعل كلا منا يظهر أفضل ما لديه ويصبّ ذلك في مصلحة المشاهد في النهاية. إنما من خلال خبرتي الطويلة في الفن أؤمن بأن العمل الجيد يفرض نفسه ولا شيء آخر. أجّلت مسلسل «محمد علي» وفضلت تصوير «شيخ العرب همام»، لماذا؟يتطلب مسلسل محمد علي إنتاجاً ضخماً ويستغرق تحويله من فيلم إلى مسلسل وقتاً وتحضيرات، لذا كان عليّ تأجيله إلى رمضان المقبل حتى تستكمل المؤلفة لميس جابر إنجاز الحلقات.ما السبب في تحويل الفيلم إلى مسلسل؟لأن شخصية محمد علي مليئة بالتفاصيل ويصعب حصرها في فترة ساعتين هي مدة الفيلم.لماذ لا نراك في عمل سينمائي؟ لا أسعى إلى تقديم أي عمل فني أو الظهور في السينما لمجرد تحقيق الحضور، لكن عندما يعرض عليّ عمل جيد كما حدث مع فيلم «محمد علي»، قبل أن نقرر تحويله إلى مسلسل، أقبل من دون تردد، ثم ما أقدمه في التلفزيون والمسرح يكفيني ويشبعني ويرضي موهبتي. هل تتابع السينما الحالية وما رأيك فيها؟لا أتابعها باستمرار، لكني حريص على رؤية فيلم جديد من فترة إلى أخرى، يعجبني بعض الأفلام وأختلف مع البعض الآخر...ما نصيحتك للسينمائيين اليوم؟الفن جزء من المجتمع، لذا على الفنانين أن يقدموا الواقع الذي يرونه من دون أن ينفصلوا عنه أو يعرونه. كذلك عليهم أن يطرحوا حلولاً واقعية للمشاكل من دون مباشرة أو سطحية.