الفضائيات الإسلامية وتكميم الأفواه!
![خلف الحربي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
والأدهى والأمر أن بعض المشاهدين وتحت وطأة الحماس والجهل يمولون هذه القنوات من خلال رسائل الجوال التي تقطر حقداً وكراهية وبذاءة، واليوم يزخر الفضاء العربي بالعديد من القنوات الفضائية المتخصصة بالسباب والشتم والشعوذة؛ بالإضافة إلى استقطابها بعض الأسماء التي لا تستحق هذه المساحة من الظهور لأنها لا تملك أي تاريخ إعلامي أو دعوي، وكانت تصنف طوال السنوات الماضية في خانة خفافيش الإنترنت التي اعتادت على شتم عباد الله بأسماء مستعارة، وحين ظهرت على شاشة التلفزيون مارست نفس الأسلوب لأنها ببساطة تعتقد أن ذلك هو ما يسمى بالإعلام الجريء. ثمة مساحة هائلة بين الصراحة والوقاحة... ولعل آخر شيء يمكن أن يتشدق به أصحاب هذه القنوات هو التغني بمبادئ حرية التعبير، لأن هؤلاء ألد أعداء الحرية، وهم يسعون من خلال أطروحاتهم الفضائية لخنق حرية التعبير، ونشر روح البغضاء، وتكميم أفواه من يختلفون معهم بالقوة، ولو كانت هذه القنوات تبث موادها الرديئة من إحدى الدول الديمقراطية لتعرض أصحابها للملاحقة القانونية والمحاكمة بسبب أطروحاتهم العنصرية، وإرهابهم الفكري، ومحاولاتهم الدائمة لنشر الكراهية. نحن لا نريد أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه لكل منظمة إرهابية قناتها الفضائية تحت شعار حرية التعبير، وثمة العديد من القنوات الإسلامية وغير الإسلامية التي تقدم العديد من المشايخ والعلماء والمفكرين الإسلاميين الذين يستحقون كل تقدير واحترام... أما هؤلاء النكرات الذين ظهروا علينا فجأة من قنوات الردح الإسلامي فلم نقرأ لهم كتابا أو حتى مقالة في يوم من الأيام، فنجحوا في مغازلة مشاعر العامة لأنهم عامة، وسيبقون عامّة... وهم بالتأكيد خطر على الإسلام والمسلمين.* كاتب سعودي كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة