بينما تترقب الأوساط السياسية والنيابية انتهاء إجازة عيد الاضحى لتقديم استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في شأن الملف الرياضي، بات في حكم المؤكد أن مشاركة الكويت في دورة الألعاب الآسيوية المقامة حاليا في الصين تحت العلم الأولمبي وبموافقة الحكومة ستكون أحد محاور الاستجواب الجاري وضع مسودته الرئيسية.

Ad

وقالت مصادر برلمانية لـ"الجريدة" إن مادة "استجواب الرياضة" جاهزة وستقدم في موعدها عقب إجازة العيد بعد أن يضاف إليها قرار المشاركة في "الآسياد" تحت العلم الأولمبي الذي اتخذه مجلس الوزراء.

وأكد النائب صالح الملا أن مشاركة أكثر من 200 رياضي كويتي في دورة الألعاب الآسيوية التي تجرى الآن في الصين تحت العلم الأولمبي "سبة في جبين الحكومة"، مشدداً على أنه "من غير المنطقي أن تشارك الكويت دون رفع العلم وعزف النشيد الوطني".

واستغرب الملا تغليب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن "فهناك من بذل كل ما في وسعه من أجل اقناع الحكومة بالمشاركة، والمحزن أن رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ أحمد الفهد، وهو نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون الإسكان وزير الدولة لشؤون التنمية كان شاهداً على الحدث، وما تعرضت له الكويت من إذلال كان على مرأى ومسمع من الفهد".

ودعا الملا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها "فقرار المشاركة كان حكومياً، ومجلس الوزراء خضع للأشخاص الذين عمدوا إلى تأليب الشارع ضد تطبيق قوانين الرياضة"، مؤكداً أن هذه المشاركة "إهانة واضحة للكويت وسيادتها وهو ما لم يحدث حتى أثناء الغزو العراقي الغاشم".

وذكر ان الرسالة التي نريد إيصالها إلى رئيس الوزراء مفادها أن "ما يفعله الفهد نعتبره تحدياً صارخاً لسيادة الدولة، وسموك من سيتحمل المسؤولية".    

من جهته، اعتبر النائب عادل الصرعاوي أن ما حدث في افتتاح البطولة الآسيوية لوفد الكويت ودخوله بالعلم الاولمبي "مأساة عاشتها الكويت بأسرها والرياضة الكويتية والشباب الرياضي"، متسائلاً: "أي حسّ وطني هذا؟ وأي ضمير حي؟، إذ لا يمكن أن يكون كويتياً من يقبل هذا للكويت، وهل يعقل أن يكون عاقلاً من يضحي بالكويت وسمعتها وبدم بارد حتى لا ينكسر خشم من خالف القانون وتطاول عليه؟".

وقال الصرعاوي: "كل هذا من أجل مصالح ومكتسبات شخصية برعاية قادة تنمية الفساد الذين يعتقدون أن الرياضة بالوراثة وأنها حكر ووقف لهم يديرونها كما يديرون الإسطبل والدمى والتبع الذين يملكونهم، فيعتقدون ان كل شيء يخضع لمعيار الكسب والخسارة حتى الوطن لأنهم لا يعرفون معنى الوطن ولأنهم مستعدون للتضحية بكل شيء حتى بالوطن من أجل مصالحهم ومكتسباتهم ولو بالتزوير والاتصال بالخارج بقصد الإضرار بالكويت ومصالحها، ولكن لا نستحضر هنا إلا المثل القائل (من أمرك؟ قال من نهاني)".

وأضاف: "التاريخ يسجل كم أن أهل الكويت يسجلون بالذاكرة مثل هذه الأحداث ويسترجعونها وقت الحاجة والملمات، عندها يستفيق من فعلها وقادها وأدارها عندما يحتاج إلى رأي أهل الكويت والغيورين فيها لتحقيق مبتغاه ومراده، عندها لا يفيده من كان يديرهم بالإسطبل ولا التبع لتحقيق طموحه، لأن الشعب الكويتي لا ينسى ولا يمكن المراهنة على ذاكرته وعلى ذكائه، فالشواهد بالتاريخ كثيرة وإلى وقتنا الحالي".

وشدد على أن "التاريخ لا يرحم ولا ينسى ولا يجامل ولا يحابي ولا يمكن أن يقبل أي عمليات تجميل للحقائق والأحداث، فالتاريخ سجل الزمن فلننتظر التاريخ وماذا سيقول".

وفي السياق ذاته، أكدت النائبة معصومة المبارك أن الكويت "أهم وأكبر من كل الصراعات"، مبدية أسفها لمنع رفع علم الكويت في الدورة الأولمبية التي تقام حالياً في الصين.

وقالت المبارك: "كان الأجدى بعد رفض رفع علم الكويت أن نمتنع عن المشاركة من أن تتعرض بلادنا إلى هذا الموقف"، متسائلة: "مَن المسؤول عن عدم رفع العلم في هذه الدورة؟ ومتى المحاسبة لإنقاذ سمعة الوطن؟"، مختتمة تصريحها بالقول: "حسافة عليك يا كويت".