في الشباب طاقات تتدافع، وتتزاحم وتنتظر أي انفتاح لها كي تنطلق إما إلى البناء أو إلى التدمير، والحكم الراشد هو الذي يعرف كيف يوجهها إلى الانطلاق إلى البناء والإبداع، ويشركها معه في النهوض بالبلاد للحاق بركب الحضارة، الذي تقدم علينا عندما بركت جمالنا وغدت غير قادرة على السير من كثرة أحمالها التي أنهكت ظهورها، وبلادة عقولنا التي نجحت حكوماتنا العربية في ركنها على رفوف النسيان.
لا يكاد يخلو خطاب القادة العرب من فقرة رئيسية تتحدث عن الشباب وأنهم عماد الوطن وذخيرته ورصيده الأغلى، لكنها كلمات تتناثر يمنة ويسرة ثم تتلاشى بعد أن ينزل القائد عن المنبر ويصافح من حوله من المسؤولين الذين تجاوز أصغرهم سناً الستين عاماً.كيف نستطيع تشجيع الشباب على المساهمة في بناء الوطن أو كيف نستطيع إطلاق طاقاتهم المتدافعة في عقولهم؟ سؤال قد يتداوله المسؤولون العاجزون عن التفكير.وأقول إنكم إن أيقنتم بضرورة مشاركة الناس في بناء الوطن والشباب منهم خاصة فلن تعدموا الوسيلة، وسأحاول في هذا المقال أن أطرح فكرة قد تساهم بصورة كبيرة في تشجيع الشباب على إطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم وأفكارهم من معاقلها، والفكرة تتلخص في إنشاء بنك للأفكار تتجمع فيه الأفكار وتوزع حسب قطاعات الدولة، كالأمن والمرور والبيئة والشؤون الاجتماعية، والرياضية، والمالية، والصحية، وقضايا التعليم، وقضايا البدون.... إلخ.ثم تفرز وتحول إلى المختصين في كل قطاع للنظر في جدية تلك الأفكار والمقترحات واختيار المناسب منها والقابل للتطبيق، ونكون بهذا قد أشركنا المجتمع كله في تقديم الحلول والعلاج للمشاكل والأمراض المزمنة، وشغلنا الشعب كله بالهم العام ودفعنا بعجلة التطور والتنمية في البلد بطاقات أكبر وأكثر حيوية، أما كيف نحصل على تلك الأفكار والمقترحات فيمكننا ذلك بطريقة سهلة وميسرة عن طريق إنشاء موقع إلكتروني أو أكثر لتلقي تلك الأفكار والمقترحات وإعلانها بوسائل الإعلان الرسمية والخاصة، وأنا على يقين أن الشباب سيتفاعلون مع ذلك بشكل إيجابي.
مقالات
كلمة راس: بنك أفكار
20-02-2011