أغلب الخلافات التي تحدث بين الزوجين أو الأصدقاء أو بعض العلاقات الاجتماعية تبنى على فكرة خاطئة... فمثلا دخل ذات يوم زوج بيته ولم يسلم، فبدأت الزوجة بخلق فكرة غير صحيحة، وفسرتها تفسيرا يتناسب مع رغبتها الحالية. فأخذت تتساءل: لماذا لم يسلّم؟ وما الذي دهاه؟ وما الشيء الذي يشغل ذهنه لدرجة أنه لم يسلم؟ لا بد أن لديه علاقة بامرأة ما (تستحضر الزوجة صورة امرأة استنجدت بهما ذات يوم ومنذ زمن وقد تعاطف معها الزوج) ثم تتخيل صورا... نعم لابد أنه قد تزوج بها، وهي مريضة وتشغل باله، والآن يفكر كيف يعالجها؟
وهكذا تبني الزوجة تصورات وتهيؤات ما أنزل الله بها من سلطان، ولوحدها تخلق «سيناريو» وتعيشه وتصدقه، فتخلق مشكلة من لا شيء، وهنا نجد أن المشاعر السلبية تلعب لعبتها وتتحكم بعاطفتها الغيورة، بأنه خان العشرة التي كانت بينهما، فتتأجج تلك المشاعر السلبية، بدمجها بأفكار مصاحبة لها من السلب إلى أن تتفاقم. وتصل بها الحال إلى أن تصاب ببعض الأمراض العضوية، كالقولون وقرحة المعدة، وينعكس ذلك كله بأن تتصرف بسلوكيات خاطئة، فتخاصمه وتشعل الفتنة بينهما، وتعلن الحرب، ثم تدخل في حالة من الاكتئاب.فتعالوا نحلل من أين بدأت المشكلة؟ الإجابة: التقييم السيئ والخاطئ للحدث، فمنذ البداية، وقبل الحكم، علينا الاستبصار وطلب الاستيضاح وسؤال الزوج قبل إصدار أي حكم كي نعطي تقييماً سليماً للفكرة المنبثقة التي طرأت علينا، وبصريح القول علينا أن نحسن الظن بمن حولنا، ولا نفسر المواقف ضمن شهواتنا ورغباتنا؛ بل نستفسر عما وراء السلوك الذي عجزنا عن فهمه، ونحسن التواصل مع الآخرين لنفهم، فنكون على بينة مما استشكل علينا، ثم نستوضح لكي لا تجرنا مساوئ الظنون إلى ما لا يحمد عقباه.كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة
مقالات
عالج فكرتك قبل الحكم!
16-04-2011