بعض السياسيين من الأعضاء وغيرهم عرفوا الطريق إلى الشهرة والبطولة وتنقية سجلاتهم السياسية من أي نقيصة أو خطيئة، فقد عرف الجميع أن الذهاب إلى أي مسيرة أو المشاركة في أي تظاهرة ضد الحكومة ورئيسها، وشق طريقه إلى الميكرفون والحديث بأعلى نبرة تستطيع حباله الصوتية أن تصل إليها عبارة عن حصوله على براءة ذمة وظهور نجمه في سماء السياسة براقاً يخطف الأبصار، فالأكف التي صفقت، والحناجر التي أشادت ورحبت، و«العقل» التي طارت في الهواء تعظيماً وتشجيعاً كلها إشارات على أن الجموع قد أعلنت انضمام المتحدث إلى قائمة السياسيين الشرفاء، والأبطال، وهذا بالطبع منتهى آمال كل سياسي طموح إلى المحافظة على الكرسي الأخضر أو الوصول إليه... لكن الذي غاب عن إخواننا السياسيين، أن تلك الجماهير التي هتفت لهم، وصفقت، ورحبت، وحملتهم على الأعناق، وسارت خلفهم في الشوارع والطرقات، ممكن وفي أي لحظة أن تدوس على صورهم بالأقدام ثم تحرقها بالنار، وتشطب أسماءهم من قائمة الشرف لتضعها في سلة المهملات عند وقوفهم موقفاً يخالف موقفها، أو الامتناع عن حضور مسيرة يدعون إليها، أو الانحياز إلى الصف المعارض لتحركها ولو لمرة واحدة، وعندها لن ينفع أي سياسي مواقفه السابقة والمؤيدة لتلك الجماهير، فالأصل عندهم التأييد الشامل والمستمر أو الخيانة وبيع الضمير.

Ad

إن البوصلة التي لا تخطئ، والميزان العدل، هو تحري الحق، ومصلحة الأمة، والحفاظ على أمنها واستقرارها، والدعوة بالتي هي أحسن، واتباع طريق الشرع، واستخدام الأدوات الدستورية المتاحة، والصبر على طريق الإصلاح، وعدم التعجل في جني الثمار، فالله يحاسب على العمل ولا يحاسب على النتائج.

اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه، وأهدنا سبيل الرشاد، واجمع قلوبنا على حبك وعلى حب من يحبك، وانصر المظلومين في كل مكان، واحقن دماء إخواننا في اليمن والشام وليبيا.