أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، الذي يزور الكويت حالياًَ، أن أزمة تشكيل الحكومة العراقية ستشهد انفراجاً في الأيام المقبلة، مشيراً من ناحية أخرى إلى أنه لمس بوضوح الاهتمام الكويتي بالشأن العراقي، والحرص على أمنه واستقراره.

Ad

عقد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم مؤتمراً صحافياً في جمعية الصحافيين الكويتية أمس الأول، بمناسبة زيارته السنوية في شهر رمضان المبارك للبلاد، حيث تحدث عن أزمة تشكيل الحكومة العراقية وعن العلاقات بين الكويت والعراق.

وقال الحكيم: "المشهد السياسي الحالي في العراق سبب لنا شيئاً من الإحراج أمام إخوتنا في المنطقة"، لكنه استدرك قائلا: "لاشك في أن بروز أربع قوائم انتخابية يعني تعبيرا عن توازن بين المكونات العراقية، وهذا يشكل مدخلا مهما لسياسة العراق الجديدة التي تؤكد أنه لا تهميش ولا إقصاء لأي مكون من تلك المكونات".

ولفت رئيس "المجلس الأعلى"، الذي يتزعم "الائتلاف الوطني العراقي"، الى أن "هناك مشاورات تجرى بين قيادات تلك الكتل الانتخابية"، مضيفاً "نحن دعونا الى طاولة مستديرة تجمع جميع مكونات المجتمع العراقي، كي نصل الى توحيد الرؤية في القضايا الحساسة للوصول الى حلول حقيقية ناجعة"، وتابع: "إننا نعتقد أن الطاولة المستديرة كفيلة بسحب الأنظار عن أشخاص محددين يدور الحديث عن أسمائهم للتصدي لمناصب قيادية".

وشدّد الحكيم على أن "الطاولة المستديرة ستسحب القضية أيضا الى النظر الى مناهج وخطط أقوى من أجل مستقبل العراق"، وأضاف: "رغم التلكؤ، فإننا سنصل الى نهاية النفق، والأيام المقبلة ستشهد انفراجا من خلال خيارات تحدِّد الاتجاه في تشكيل الحكومة".

وعما أشيع عن اتفاق توصل إليه "المجلس الأعلى" و"التيار الصدري" لتجديد الولاية لرئيس الوزراء نوري المالكي، قال الحكيم: "ليس هناك أي اتفاق حتى هذه اللحظة على اسم محدد، ونحن في الائتلاف الوطني سنعلن مرشحنا قريبا، فنحن نسعى الى وجود أرضية ملائمة من خلال الاتصالات والمشاورات المستمرة مع قائمة العراقية، والاتحاد الكردستاني وائتلاف دولة القانون".

وقال الحكيم: "لاشك في أن هناك بعض الملاحظات على المالكي خلال فترة حكمه الماضية، ولهذا أخذت مسألة تشكيل الحكومة وقتا طويلا"، مبينا أن هذا الموضوع هو محور ضمن عدة محاور لانزال نستمع الى أطراف مهمة من خلالها حول ذلك حتى نشكل تصورا كاملا.

وأكد أن المسألة لا تنحصر في أشخاص معينة بقدر ما يجب أن "نركز على رسم منهج جديد، وعموما نحن نسير وفق خط بياني متصاعد رغم كل ما حدث وهذا أهم شيء، لأننا نحقق نجاحات وننجز بعض الأشياء وإن كانت بسيطة".

الكويت

وأشاد رئيس "المجلس الأعلى" بالعلاقات الكويتية - العراقية، قائلا: "هي علاقات ثابتة ومتجذرة عبر التاريخ، ولا يمكن لأي صوت أن يعمل ضدها أو يؤثر فيها"، لافتا الى أن "بعض الأصوات تسيء للكويت كذلك هناك أصوات في الكويت وتسيء للعراق، أتمنى من أعزائنا في الكويت ألا يعيروا أي اهتمام لتلك الأصوات"، واضاف: "نحن حريصون جدا على بناء أقوى وأمتن العلاقات مع هذا الشعب الكريم الا وهو الشعب الكويتي".

وذكر الحكيم: "لمست وبوضوح من الإخوة الكويتيين، ومن خلال لقاءاتي مع بعض المسؤولين، وكذلك من خلال زياراتي لبعض الديوانيات الكويتية لعدد من أبناء هذا الشعب الكريم مستوى القلق على ما يجري في بلادنا"، مضيفا: "بل ولمست اهتماما كبيرا بالشأن العراقي، وهذا خير دليل على حرص أبناء الكويت على مصلحة العراق وأمنه واستقراره، لأن أمن العراق واستقراره يعنيان أمن المنطقة برمتها".

إيران

وعن تدخل إيران في تحديد شخص رئيس الوزراء العراقي المقبل، قال: "نحن نقوم بمشاورات مهمة مع دول الجوار ودول المنطقة، لأن العراق ليس بجزيرة في المحيط، بل هو دولة ضمن منظومة دولية"، واضاف: "استقرار العراق سيترك اثاره الإيجابية على المنطقة، لكن هذا لا يعني أبدا أن نسمح لأي دولة أن تتدخل في شؤوننا الداخلية أو فرض اسم معين أو سياسة معينة، لأننا حريصون تماما على أن ننطلق من منطلقات وطنية وبمقاسات عراقية بحتة".

وعن زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لبغداد، قال الحكيم إن "هناك العديد من المسؤولين الغربيين يزورون العراق ويستمعون الى وجهة النظر العراقية، لكن هذا لا يعني أبدا أن يكون القرار قرارهم، بل يجب أن يكون القرار سياديا عراقيا، وليس وفق أجندات خارجية".

وختم الحكيم بالقول: "هناك مشهد متداخل ومترابط ومعقد الى حد ما في العراق، لكن عندما نعقد مقارنة بين الوضع الحالي والوضع أيام الحكم السابق نجد أن الخط البياني في تصاعد مستمر وفي تطور واضح، منها الوضع الأمني وتطوره، كذلك انخراط جماعات كانت رافضة الدخول في العملية السياسية، واليوم نجدها انخرطت فيها وحققت نجاحات وهي مؤمنة بالعراق الجديد، أيضا هناك تفهم عربي وإقليمي متزايد للعراق الجديد ولمشروع الديمقراطية في البلاد".