المرونة والتكيف مع الأوضاع المحيطة من أهم عوامل نجاح السياسي في عمله، وهما من الصفات الملازمة للقائد الناجح ولا غنى له عنهما، وعليه يجب على كل قيادي أن يتلمس المتغيرات التي تجري حوله، ويتعرف على توجهات الناس وميولهم وتطلعاتهم، وهي أمور تتغير بسرعة، وتتبدل حسب الظروف المصاحبة، والغفلة عن هذه الأمور تعتبر عيباً خطيراً في القيادي قد يدفع مركزه ثمناً له، والتغيرات في المزاج العام للناس تشبه الخلايا السرطانية النائمة في الجسم، تستجيب بسرعة مذهلة لأي مهيج أو مؤثر فتنشط وتندفع إلى النمو السريع والتكاثر المخيف، فإن تم اكتشاف نشاطها في بدايته أمكن تحجيمه والسيطرة عليه، وإن تأخر الرصد والاكتشاف فلتت الأمور وخرجت عن السيطرة، وحدث ما لا تحمد عقباه، وفات أوان العلاج وأصبح من المستحيل استدراك ما حدث، وبدأت مرحلة التنازلات المفروضة فرضاً وبدأ سقف المطالبات في الارتفاع إلى أن يصل إلى أعلى حد، لذلك فإن المحللين السياسيين غالباً ما يستشرفون مستقبل بعض الأنظمة الحاكمة، وكأنهم منجمون أو قارئو كف، فالمكتوب يقرأ من عنوانه والنظام الذي لا يعرف ماذا يحدث في الشارع، ولا يرصد التغيرات التي تحدث فيه، يعزل نفسه في برج عاجي قد يتحول في لحظة إلى سجن لا يستطيع أن يخرج منه أبداً.

***

Ad

استبشر الناس خيراً وشكروا للأمير والحكومة إعفاءهم من ثمن مواد التموين، ولكن الفرحة في الكويت لا تكتمل دائماً، فالمنغصات لا يمكن إلا أن تظهر في كل مناسبة سعيدة، وإن لم تظهر أبدع الموظفون في إظهارها، فعملية تسلم مواد التموين أصبحت عذاباً وشكلاً من أشكال المهانة والإذلال، فطوابير الناس لا تنتهي والفوضى عنوان نقاط التوزيع، ولا نستطيع أن نقول للمسؤولين عن هذه العملية إلا... نعم لقد نجحتم بتفوق في إجهاض فرحة الناس بهذا القرار.

***

الكويت تعيش هذه الأيام أفراح أيامها المجيدة، ونود أن يعيش الكويتيون جميعاً هذه الفرحة، وصدر سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، يسع قلوب أمته جميعاً، والأب الرحوم يمكن أن يغضب على بعض أبنائه لكنه لا يمكن أن يقطع عنهم العيدية، ولأن صاحب السمو عودنا على مكارمه الكثيرة فإننا نطمع منه في هذه الأيام أن يتفضل ويعلن عفوه الكريم عن ابنه الدكتور عبيد الوسمي، ليعود إلى أهله وتمتزج فرحتهم بفرحة وطنهم.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة