كانت السماء مزينة بالنجوم، وصوت البحر يتغنى بأمواجه المتزنة ونسمة هواء باردة لفحت وجهي أنا وصديقاتي، كل منّا كان يتكلم عن أمور روتينية حياتية وظيفية، وكنت أسرح بالسماء وأجد النجوم تنير هذه السماء بنورها الساطع، تلفتُّ حولي وإذا بي أجد البحر ممتلئاً بأكياس وفضلات لمن تمتعوا بجمال البحر قبلي وشوهوا جماله.
أرى بقايا طعام وزجاجات مشروبات غازية وقاذورات متفرقة على شاطئ البحر،جئنا لنتمتع بخيرات هذا الوطن وإذا بنا ننزعج من هذا المنظر غير الحضاري.الصديقات تناولن موضوع الساعة؛ الجويهل... حضور الندوات... إصابات أعضاء مجلس الأمة في أثناء الاشتباكات مع القوات الخاصة، وأخيراً لقاءات نبيل الفضل الذي تفنن فيها بالسب والشتيمة ومسك الأوراق.وللأمانة كل هذه المواضيع لا تعنيني بل تخجلني لأنها تحدث بالكويت، نعم أخجل عندما تصلني رسائل من جميع أنحاء الوطن العربي تسألني عن ماهية الوضع بالكويت معبرين عن قلقهم لما يحدث لنا.وأنا هنا أوجد في أكثر الأماكن التي أحبها غير قادرة على الاستمتاع ببحر بلدي لسبب بسيط، أن ممثلي الأمة منشغلون بأمور أقل أهمية من موضوع التلوث الذي بات متفشياً في الكويت حتى باتت الروائح الكريهة منتشرة في كل مكان فيها.عندما تختزل كل مشاكل الكويت في حضور ندوة وضرب الحضور وإلهاء الشعب بهذا الموضوع متناسين أن هناك مواضيع مصيرية أهم، فنحن نتعرض بشكل يومي لخطر التلوث ومحرومون من السباحة في بحر الكويت، ونخاف أن نأكل الأسماك الكويتية بسبب المجاري التي لوثت بحرنا دون أن يحرك نوابنا الأفاضل ساكناً،حين يعاني أغلب الخريجين الجامعيين بطالة وأغلب الموظفين في الحكومة يعانون بطالة مقنعة، ناهيك عن مشاكل عديدة أهم من حضور ندوات وتأزيم لا يستحق لأمور جانبية أشعر بالأسى على حال وطني.هذه الخلافات تساعد على نشر ثقافة عدم تقبل الآخر وإصدار أحكام مسبقة وكره الغير فقط لأنه يختلف فكرياً عنك، وتلك من أسوأ المعتقدات التي مع الأسف سيتربى عليها الجيل الحالي والقادم الذي سيعزز العنصرية والتحيز للقبيلة والمذهب والدين والتيار والمعتقدات، وستزيد خلافاتنا الداخلية بسبب ذلك، ليت النواب والحكومة والشعب يستوعبون أخطار ما يتم الآن على المستقبل.قفلة:انضمام أعضاء مجلس الأمة لـ» twitter» هو الصرعة الجديدة، ومع كل أسف انقلب هذا الموقع من رصد ليوميات الأشخاص الذين تود أن تتتبع أخبارهم إلى نشرة أخبار متنقلة وثائرة، مما حول هذا الموقع اللطيف إلى «مليق» بسبب انضمام نوابنا الذين لا يلبثون أن يلتحقوا بشيء حتى يزيدوه قباحة مع كل أسف.
مقالات
منظور آخر: نوابنا خلوا عنكم «twitter»
17-12-2010