«القوى الطلابية»: محاولات تفريغ الدستور تمسّ السلطات الثلاث

نشر في 19-12-2010 | 00:01
آخر تحديث 19-12-2010 | 00:01
أصدرت القوى الطلابية المتمثلة في الاتحادين المحلي والخارجي التابعين للهيئة التنفيذية بيانا استنكرت فيه الأحداث الاخيرة التي شغلت الساحة المحلية وخاصة ما جرى في الصليبيخات.
بناء على طلب مقدم من الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة، عقدت الهيئة التنفيذية في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت مؤتمراً صحافياً في السادسة من مساء أمس الأول للوقوف على الأحداث السياسية الأخيرة.

 وضم المؤتمر أعضاء الهيئة التنفيذية وأغلبية رؤساء الاتحادات في الكويت وخارجها وهم رئيس الهيئة التنفيذية بدر نشمي ونائب الرئيس عبدالعزيز الصقعبي ورئيس الهيئة الإدارية في اتحاد الطلبة - فرع الولايات المتحدة فهد السبيعي ونائب رئيس الهيئة الإدارية في اتحاد الطلبة - فرع المملكة المتحدة وأيرلندا فواز العجمي ورئيس الهيئة الإدارية في اتحاد الطلبة - فرع الإمارات العربية المتحدة عبدالله القيس ورئيس الهيئة الإدارية في اتحاد الطلبة - فرع جمهورية مصر العربية ناصر العتيبي ورئيس الهيئة الإدارية في اتحاد الطلبة - فرع جامعة الكويت محمد المشعان والحاضر الغائب اتحاد الطلبة- فرع جمهورية فرنسا والدول المجاورة الذي وردت مشاركتهم في البيان فقط.

في البداية، قال رئيس الهيئة التنفيذية بدر نشمي "في الآونة الأخير تعرض المجتمع الكويتي لموجة من الأزمات والفتن المؤسفة حقاً، ونحن كمؤسسة طلابية نملك القوة والكلمة ولكن لا تستخدم إلا لمصلحة الوطن والجموع الطلابية، مما حدا بنا إلى أن نصدر بيانا يضم بقية اتحادات الطلبة من الكويت وخارجها، فنحن من الممكن أن نتقبل ونصمت أحيانا لإعطاء المجال والفسحة اعتقاداً بأن الحكومة لديها المبررات والأسباب الخاصة، ولكن وفق الأزمة الأخيرة في الثامن من ديسمبر الحالي لا نعتقد بإمكاننا الصمت".

وأشار نشمي إلى أن ما حدث ذلك اليوم جعله يوما حزينا، وما يجعلنا نتفاءل بزوال هذا الحزن هو سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه لحكمته وقربه من الشعب الكويتي، كما أوجه رسالتي إلى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد وأنا كأحد أبنائه وأقول إن ما حدث في ذلك اليوم انتهاك للدستور الكويتي جعل ذلك الدستور وكأنه يحتضر، حيث بدأ التعسف في استخدام السلطات في أقصى مداه، وتمت إهانة الشعب الكويتي".

وأكد نشمي أنه كان أحد الحضور في الندوة ورأى ما رآه في أحداث العنف، وقال "لا أقبل أن يهان الدكتور الذي يعلمني في الجامعة وله الفضل علي بهذه الوحشية وعلى مرأى الحضور" في اشارة إلى عضو هيئة التدريس في الجامعة والخبير الدستوري د. عبيد الوسمي، وأكد أن "هذا رأيه الشخصي أما كلامي بصفتي ومنصبي فهو وارد في البيان الصادر منا ومن بقية الاتحادات".

ومن جانبه، أكد نائب رئيس الهيئة التنفيذية عبدالعزيز الصقعبي أن هناك سلطة رابعة حرة للمحاسبة على الأخطاء وتصحيحها، ولكن للأسف في الآونة الأخيرة وجدنا أن هناك وسائل إعلام مضللة وتنقل رؤية طرف وتغض النظر عن الطرف آخر بشكل ينتهك حيادية العمل الإعلامي، والأحداث الأخيرة جد محزنة لأننا لم نتصور أبداً يوماً أن تنتهك كرامة المواطن وأن يتم ضربه بتلك الوحشية ومن غير ذنب سوى أنه قال كلمته بحرية".

وأضاف الصقعبي "جئنا لكي نثبت مبادئ هي راسخة في الكويت من ديمقراطية وحرية الكلمة ما دامت لا تخرج عن نطاق الآداب العامة التي كفلها الدستور الكويتي، فمن المعروف أن المجرم بريء حتى تثبت إدانته عن طريق قضائنا النزيه، ولا نقبل أن يتحول قضاؤنا إلى "مطاعة" وهراوات يضرب بها المواطنون بلا ذنب أو إدانة وتتحول الكويت دولة المؤسسات والقانون إلى دولة غاب، ولذلك اجتمعنا نحن وإخواني ممثلي باقي الهيئات الإدارية في الاتحادات الخارجية والكويت رغم اختلافات المدارس الفكرية ولكننا نجتمع على إدانة هذا الانتهاك، فالحركة الطلابية هي السلطة الخامسة".

من جانب آخر، أعرب رئيس الهيئة الإدارية في الاتحاد الوطني للطلبة- فرع الولايات المتحدة الأميركية فهد السبيعي عن شكره للأعضاء في الهيئة التنفيذية لتلبيتهم طلب الاتحاد في الولايات المتحدة لعقد هذا المؤتمر، قائلا: "إن وجودنا في هذا اليوم منطلق من إيماننا بمبادئنا وأهدافنا كقوة طلابية حية تتفاعل في قضايا الوطن رغم ابتعادنا عنه كطلبة في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك إيماننا أن للقوة الطلابية الصحيحة والمثالية خطين متوازيين لا يتعارضان، هما الخط الطلابي الذي يسعى لخدمة الطلبة والخط الوطني الذي يكمن في دعم القضايا الوطنية وتبنيها، ولم نتمن أن نجتمع في ظرف تراجعت فيه الحريات في الكويت، بالأخص ونحن متجهون نحو اليوبيل الذهبي للاستقلال، بل كان من الأفضل أن نجتمع للحديث عن التنمية وإصلاحاتها، مما يعم علينا وعلى الشعب أجمعه بالخير والفائدة"، مشيرا إلى أن ما حدث في الأيام الأخير يستحق منا في اتحاد أميركا أن نسجل استنكارنا لأننا لم نكن نعتقد أن يأتي يوم من الأيام بعد مرور 50 سنة من صدور الدستور أن يتعرض كاتب رأي للسجن لمجرد ابداء رأيه أو أن يتعرض نائب أمة لأن يجرد من صلاحياته الرقابية وأيضا أن يكون هناك ضرب للمواطنين".

ووجة السبيعي رسالة إلى نواب الأمة مفادها أن "يتحملوا مسؤولية ما حدث، فمن تعرض لنواب الأمة تعرض للأمة، ونطالبهم بأن يكونوا كرجالات الكويت السابقين مدافعين دائماً وأبداً عن الدستور الكويتي".

غياب فرع الأردن

غاب الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع المملكة الأردنية الهاشمية عن المؤتمر سواء بالحضور شخصيا أو التوقيع على البيان الصادر من الاتحادات، مما يدعو إلى التساؤل عن سبب غياب هذا الاتحاد الذي يمثل اعدادا كبيرة من الطلبة الدارسين في الخارج، فهل كان غيابهم بسبب امتناعهم عن الحضور والتعاون مع الهيئة التنفيذية التي انشق عنها في الآونة الأخيرة، أم بسبب عدم اتصال الهيئة التنفيذية به حقدا على انشقاقه عن سلطتها، وفي كلتا الحالين يعد ذلك تجسيدا لحالة شاذة تكرست فيها الخلافات الشخصية على المصلحة العامة في ظل ظروف كهذه.

back to top