حلف أمني أم إصلاحات سياسية؟!
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
أضف إلى ذلك أن هناك أيضاً عقود تسلح ضخمة مع أميركا تصل إلى 123 مليار دولار بغية «تعزيز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وتطويق نفوذ إيران»، ناهيكم عن أن إيران مشغولة جداً في مشاكلها الداخلية، ولن يكون بمقدورها أن تشكل تهديداً حقيقيا لدول المنطقة، كما أن العقل والمنطق يحتمان علينا عدم استعداء إيران كدولة جارة، إذ ليس بمقدور أحد أن يغير من ثوابت الجغرافيا والتاريخ بعكس المصالح الدولية التي تتغير باستمرار.ويشار هنا إلى أن مجلس «التعاون» قد تشكل في ظروف مشابهة نسبياً للظروف الحالية التي ترتبت على الثورات الشعبية العربية، إذ أعلن عنه في عام 1981 ليكون درعاً أمنية لحماية أنظمة المنطقة من تداعيات الثورة الشعبية الإيرانية التي نجحت عام 1979 واختطفها الملالي في ما بعد، ولذا فقد فشل «المجلس» خلال الثلاثين عاما التي مرت منذ إعلان إنشائه رسمياً في أبوظبي في الخامس والعشرين من مايو 1981، في أن يتحول إلى اتحاد كونفدرالي حقيقي يحقق آمال وتطلعات شعوب دول المنطقة التي تشترك في الكثير من القواسم الاجتماعية والثقافية التي تجعلها شعوباً متقاربة إلى حد كبير رغم اختلاف أنظمتها السياسية، إذ لم يتم الاتفاق على سياسات دفاعية وخارجية موحدة أو على العملة الموحدة والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة ومقر البنك المركزي الخليجي. أخيراً، فإن التاريخ قد أثبت أن المراهنة على الاتفاقيات الأمنية لحماية الأنظمة السياسية هي مراهنة خاسرة، فلابد- بدلاً من ذلك- من المراهنة على القبول الشعبي والشرعية الدستورية.وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن أنظمة الحكم في دول الخليج العربية تختلف عن أنظمة الحكم في الدول العربية الأخرى من ناحية القبول الشعبي، فإن المطلوب لتلافي التأثيرات السلبية للمتغيرات الإقليمية هو قيام أنظمة الحكم في الخليج بإصلاحات سياسية شاملة توسع من المشاركة الشعبية في السلطة وتحقق توزيعاً عادلاً للثروة الوطنية وليس الدخول في حلف أمني جديد. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة