النظام... ومرحلة كسر العظم
من الواضح الآن لكل من لديه بصيرة أن الشيخ ناصر لم يعد خيار القيادة العليا دائماً لرئاسة الحكومة فحسب، إنما صار بقاؤه ورحيله يعنيان الانتصار أو الهزيمة في نظر النظام، والنظام، خصوصاً في هذه المرحلة التي أريد لها أن تصل إلى نقطة كسر العظم، لن يقبل بالهزيمة أبداً!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
تسيطر الحكومة اليوم على أغلب مفاصل اللعبة السياسية، فهي ممسكة بقطاع عريض من النواب من النوعيات والمستويات المختلفة، وكذلك بعشرات الوسائل والتكتيكات للتحكم بمجريات الأمور برلمانياً وإعلامياً وشعبياً، لذلك فلم يعد هناك الكثير مما هو خارج الحسابات، وبالتالي هل من الممكن أن نتصور أن تطرح الثقة بالشيخ ناصر المحمد إثر هذا الاستجواب الجديد؟ أتصور أن هذا صعب جداً، بل حتى لو تطورت الأمور وخرجت عن السيطرة الحكومية، ووصلت إلى خيار حل البرلمان، وإعادة تشكيل الحكومة إثر ذلك، فواضح الآن لكل من لديه بصيرة أن الشيخ ناصر لم يعد خيار القيادة العليا دائماً لرئاسة الحكومة فحسب، إنما صار بقاؤه ورحيله يعنيان الانتصار أو الهزيمة في نظر النظام، والنظام، خصوصاً في هذه المرحلة التي أريد لها أن تصل إلى نقطة كسر العظم، لن يقبل بالهزيمة أبداً!لكنني مع ذلك أرى أن هذا الاستجواب بالذات قوي ومهم برمزيته فهو في جوهره ممارسة احتجاجية على تطورات الأحداث، وعلى تعسف السلطة في تعاطيها مع ما حدث، ولعله يحمل أيضا رسالة، لا أدري إن كانت مقصودة من قبل مقدمي الاستجواب، بأنه حتى إن كان هناك من يحاول إخراج مجريات اللعبة السياسية الكويتية عن مساراتها الدستورية، عبر إفراغ نصوص الدستور من دلالاتها من خلال الممارسات التي حصلت، فإن هناك من النواب من سيستمرون في المقابل بإعادة مجريات هذه اللعبة نحو تلك المسارات الدستورية، من خلال تقديم هذا الاستجواب، إذن ففي هذا الاستجواب قيمة معنوية كبيرة للكيان البرلماني، وللإرادة الشعبية التي آلمتها أحداث الأيام الماضية.