إن من يروج اليوم أن «الوطني»... «يضيعون الصقلة» لإبعاد الضوضاء عن سمو الرئيس هم أنفسهم من يسعون إلى حماية حكومة الظل السابقة التي أدارها الشيخ أحمد الفهد، ولم يكشفها سوى نواب «الوطني» الكرام الذين شخصوا المشكلة ووضعوا إصبعهم على الخلل. على الرغم من أنني لا أحب أن ألعب دور المحامي لكتلة أو نائب أو تيار؛ لما يسببه لي أحيانا من ورطة إذا ما اتخذت الكتلة أو النائب أو التيار موقفا مغايراً لرأيي أو مرفوضاً بالنسبة إلي، فإنني أجد نفسي مجبراً في بعض الأوقات على لعب هذا الدور إحقاقاً للحق الذي أراه من وجهة نظري.

Ad

فأنا للأسف أجد أن هناك هجمة منظمة تقوم بها بعض وسائل الإعلام وبعض الأقلام أيضاً على كتلة العمل الوطني في مجلس الأمة، فتارة يوصمون بحلفاء الرئيس، وتارة يقال عنهم إنهم ضد الشعب، وأحيانا يوصفون بأنهم حيتان تأكل الأسماك الصغيرة من الشعب.

كل ذلك وأكثر يقال عنهم، بلا مبرر منطقي كما أرى، وكل الحجج المزعومة أراها كيدية تهدف إلى تغطية سوءة غيرهم بشكل أساسي ولأغراض أخرى أجهلها.

وقبل تفنيد كل المزاعم يجب أن أشير إلى أن كتلة العمل الوطني هي الكتلة النيابية الوحيدة التي لم يفز أي من مرشحيها على أساس قبلي أو طائفي أبدا، وهي الكتلة التي لا يوجد من بين أعضائها أي نائب حصل على الكرسي الأخضر من خلال جرائم الانتخابات، كانتخابات فرعية أو شراء للذمم أو تزوير لإرادة الناس.

نأتي الآن للقول الزاعم إن «الوطني» حلفاء سمو الرئيس وحُماته، وعلى ما يبدو أن المروجين لهذا الطرح يبنون طموحاتهم في تأكيد هذا الادعاء على ضعف ذاكرة الكويتيين، ففي الأمس القريب جدا طلب ممثلو «الوطني» عدم التعاون مع سمو الرئيس، بل شاركوا بممثل لهم في استجواب سموه، وأجمع النواب في تصريحاتهم على أن ممثل «الوطني» صالح الملا هو أفضل المتحدثين في الاستجواب على الإطلاق، وأعتقد أن ذلك دليل كاف على تفنيد هذا الادعاء المضحك، أما بالنسبة إلى ما يقال عنهم من أنهم حيتان أو أنهم ضد احتياجات الشعب، فذلك أيضا أمر واهٍ لا أساس له من الصحة، واستجواب الهروب الكبير لأحمد الفهد برهن في محاوره كيف أنهم أقاموا استجوابهم بمحورين كاملين من أصل أربعة على الهدر الحاصل لأموال الدولة، وهي أموال الشعب قطعا، واستجواب الهروب الكبير لأحمد الفهد برهان ساطع على كيفية استخدامهم أقسى الأدوات الرقابية المتاحة لهم من أجل حماية أموال الشعب ومصالحه.

إن من يروج اليوم أن «الوطني»... «يضيعون الصقلة» لإبعاد الضوضاء عن سمو الرئيس هم أنفسهم من يسعون إلى حماية حكومة الظل السابقة التي أدارها الشيخ أحمد الفهد، ولم يكشفها سوى نواب «الوطني» الكرام الذين شخصوا المشكلة ووضعوا إصبعهم على الخلل، وهو ما أشاركهم فيه الاعتقاد، وأعني هنا الشيخ أحمد الفهد.

بل إن عودة احمد الفهد إلى الوزارة مجددا ستكشف قطعا من سيقبل بعودته دون حراك، ومن يحمي حكومة الظل، ومن سيرفض ذلك من أجل حكومة واحدة تملك قرارها دون تدخل غير دستوري.

ختاما أكرر بأن ليس كل موقف يتخذه «الوطني» يوافق آرائي ومعتقداتي، لكن تلك هي طبيعة الأمور، فلن يطابق أي فرد كل آرائي ومواقفي سواي، ولكني مؤمن قطعا بأن كتلة العمل الوطني هي الأفضل أداءً نيابياً، وهي الأكثر انسجاما مع الدستور وثوابته.

تلك هي كتلة العمل الوطني، فهاتوا برهانكم بمن هم أفضل منهم حاليا في المجلس بدل أن تنتقدوهم نقداً غير بناء أبدا كما أرى.