واصل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارته لطهران، حيث التقى أمس، رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، في وقت أطلَّ فيه الأمين العام لـ«حزب الله» ليؤكد أن كل الظروف والتعديلات الحاصلة في المحكمة الدولية تهدف إلى تسهيل إصدار «حكم سياسي معدٍّ سابقاً».

Ad

استأثرت زيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري لطهران، بالاهتمام داخلياً وخارجياً، حيث تترقب الأوساط السياسية ما ستؤدي إليه من نتائج داخل الساحة اللبنانية التي تراوح في أزمة تتعقد أكثر فأكثر في ظل التوقعات بقرب إصدار المحكمة الدولية الخاصة قرارها الظني في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، والانقسام الحاد الذي تشهده البلاد في موضوع المحكمة، خاصة في ملف ما يسمى "شهود الزور".

واستهل الحريري اليوم الثاني لزيارته طهران أمس، بلقاء رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني، وخلال اللقاء، أشاد لاريجاني بالعلاقات اللبنانية- الإيرانية، التي كانت دائماً على أعلى المستويات، منوهاً  بـ"الدور المميز الذي لعبه الشهيد رفيق الحريري في ترسيخ هذه العلاقات".

وقال رئيس مجلس الشورى مخاطباً الحريري: "زيارتكم في هذا الظرف الذي تشهد فيه المنطقة تطورات مهمة ستشكل مناسبة لترسيخ العلاقات وبحث التطورات الثنائية والأوضاع الإقليمية".

من ناحيته، شكر الرئيس الحريري لاريجاني على الاستقبال الحار الذي لقيه خلال اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين الإيرانيين. وقال: "لقد شعرنا  خلال جميع اللقاءات أننا في بلدنا، وقد أردت زيارة إيران في هذه المرحلة، لتدعيم العلاقات بين البلدين، وأهمية قيام هذه العلاقة بين المؤسسات في كلا البلدين".

وزار الحريري، الذي يلتقي اليوم المرشد الإيراني علي خامنئي، معرض وزارة الدفاع الإيرانية، حيث رافقه عدد من اعضاء الوفد الرسمي اللبناني، ثم زار مصنع سيارات إيران "خودرو"، كما قام بجولة ميدانية في أرجائه واستمع إلى عرض مفصل حول كيفية تصنيع وتجميع سيارات "سورين" في ايران.

ولدى انتهاء الجولة قدّم القائمون على المصنع سيارة هدية للرئيس الحريري الذي تحدث فقال: "أود أن أحيي الشعب والحكومة الإيرانيين وفخامة الرئيس أحمدي نجاد على الإنجازات التي يقومون بها، والتي يجب أن تكون مدعاة فخر، وخصوصاً هذا المصنع حيث يتم تصنيع أنواع عدة من السيارات". وأضاف: "نحن هنا لتدعيم العلاقات بين لبنان وإيران، بين الحكومة اللبنانية والحكومة الايرانية، ولمأسسة هذه العلاقات لكي تكون علاقات مميزة بإذن الله".

وتابع الحريري: "نحن نشكر إيران لوقوفها سياسياً الى جانب لبنان في كل الأوقات الصعبة. كما اهنئ الشعب الإيراني على هذه الإنجازات، سواء أكانت لناحية صناعة السيارات أو صناعة الأسلحة، وقد زرت اليوم وزارة الدفاع، وهذا أمر يجب أن تكونوا فخورين به في ايران، وإن شاء الله نشهد تعاوناً بين الدولتين الإيرانية واللبنانية في كل المجالات، فنحن وإياهم منفتحون على ذلك ويجب ان نطور هذا الأمر من خلال عمل دؤؤب تقوم به الحكومة اللبنانية، وسنفعّل ايضا عمل اللجنة العليا بين البلدين، ونتمنى ان تكون العلاقة بين البلدين على مستوى المؤسسات بين كل الوزارات اللبنانية والإيرانية".

والتقى الحريري وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي الذي أكد استعداد بلاده للتعاون مع الجيش اللبناني.

وحول اغتيال الرئيس الحريري، قال وحيدي: "منفذو الاعتداء هم من أعداء لبنان"، موجهاً الانتقاد الى المحكمة الخاصة بلبنان، قائلا إنها "تهدف الى افساح المجال للبعض في خارج البلاد بأخذ لبنان رهينة".

نصرالله

في سياق منفصل، حذّر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس، من أن "مجال الاتصالات مستباح من قبل إسرائيل ومسيطَر عليه من قبل العدو".

وأشار نصرالله الى أن "خبراء لبنانيين في مجال الاتصالات استطاعوا أن يحققوا إنجازاً علمياً وتقنياً وطنياً كبيراً جداً بالنسبة للبنان ودول الشعوب المجاورة"، في اشارة الى المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الاتصالات شربل نحاس قبل أيام.

ولفت أمين عام "حزب الله" الى أن "ما تم كشفه وشرحه لا يعني المقاومة وحدها او الجيش او الأمن السياسي بل يعني كل اللبنانيين، سواء على صعيد أمنهم السياسي أو الاجتماعي او الاقتصادي او حياتهم الشخصية"، معتبراً أن "هذا الجهد العلمي جاء ليقدم إلى اللبنانيين حقيقة كبرى، وهي أن هذا المجال مستباح من قبل اسرائيل ومسيطَر عليه من قبل العدو الذي يستطيع أن يؤثر ويلعب به".

ونبه نصرالله إلى أن "نتائج هذه الاستباحة هي تنصت اسرائيل على المكالمات الهاتفية والرسائل القصيرة، لافتاً الى قدرة العدو الاسرائيلي على الحصول على بيانات المشتركين والتي تتضمن جميع المعلومات الشخصية عن المشتركين فضلاً عن تحديد مكانهم جغرافياً".

وأشار الى "قدرة إسرائيل على استنساخ كارت اي هاتف SIM CARD، بحيث يمكنهم اجراء مكالمة من اي رقم يريدون منتحلين هوية الشخص المستنسخ"، مؤكداً ان "هذا الامر بات مثبتاً". ورأى نصرالله من جهة أخرى، ان كل الظروف والتعديلات الحاصلة في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تهدف الى تسهيل إصدار حكم سياسي معدٍّ سابقاً، معتبراً ان هذه المحكمة هي اضعف محكمة في تاريخ العالم.