سعد الحريري وحيد في المنزل, بعد أن تخلى عنه جميع الحلفاء فاستيقظ من النوم ليجد نفسه بلا حكومة, لم يعد مهماً كون سعد الحريري زعيماً للأغلبية البرلمانية الساحقة، وأنه ترأس حكومة دستورية جاءت بها إرادة الناخب اللبناني, فالمهم هو أن «حزب الله» الموالي لإيران لا يريد سعد الحريري، فانقلب على الدستور وقرر أن يبحث عن رئيس وزراء يتماهى مع التطلعات الإيرانية في العالم العربي!
هذه هي الحقيقة المرّة التي نغلفها دائماً بعناوين مختلطة وعبارات محتالة, فهل نقول إن ما يحدث في لبنان يخص لبنان وحده أم نستيقظ وندرك أن طهران تسعى إلى التدخل في تشكيل جميع الحكومات العربية من المحيط إلى الخليج؟!في العراق عطلت طهران والأحزاب الموالية لها تشكيل الحكومة لأشهر طويلة, وكان من المستحيل تسمية رئيس للوزراء لا تقبل به إيران, وفي فلسطين ستستمر حالة الشلل السياسي حتى تأتي اللحظة التي تزور فيها الوفود الفلسطينية طهران، وتبحث مع قادة الحرس الأسماء المرشحة للانضمام إلى الحكومة الفلسطينية, بل إنني لا أستبعد إطلاقاً أن تكون طهران قد تحركت للتدخل في الأزمة التونسية الحالية كي يكون قرار تشكيل الحكومة بيدها بعد عام أو عامين على أبعد تقدير.ودول الخليج ليست بعيدة أبداً عن الهيمنة الإيرانية، بل هي الهدف الأول والأخير لأطماع إيران, ويخطئ من يظن أن الحماية الأميركية قد تنجح في مكافحة التصدع الداخلي الذي قد تحدثه الاستخبارات الإيرانية داخل هذه المجتمعات الصغيرة المرفهة, فما حدث في العراق هو دليل عملي على أن واشنطن تفضل أن تتبع مع طهران سياسة اقتسام الغنيمة، حيث تأخذ الأولى النفط وعقود الإعمار بينما تأخذ الثانية إرادة الشعب وتجعل السلم الأهلي ورقة بيدها.لذا يجب على الشعوب الخليجية أن تدير حواراتها الداخلية بشكل محسوب، وأن تنتبه جيداً الى الاختراقات الإيرانية التي تبدأ صغيرة جداً لكنها تكبر مع مرور الأيام حتى تصل إلى تشكيل الحكومة! الخطر الإيراني ليس وهماً، والعاقل من اتعظ بغيره, ولا أظن أن أي مواطن عربي محب لوطنه يقبل أن تشكل حكومة بلاده وفق رغبات إيران ومصالحها.اليوم نشهد حفل تسليم لبنان بلد الحرية والجمال لملالي طهران, بعد أن شاهدنا بالأمس حفل تسليم العراق لملالي طهران, ولأن فلسطين محتلة فإن الأرض ستبقى تحت هيمنة إسرائيل بينما الشعب الفلسطيني سيتم إخضاعه لحكومة يديرها ملالي طهران بأطراف أصابعهم... و«إذا حُلقت لحية جارك... بلل لحيتك»!* كاتب سعودي كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة
مقالات
حكومات العرب تشكلها طهران!
25-01-2011