العطلة الطويلة تمثل فرصة جيدة للتأمل وتقييم المسار، كما أنها قد تكون وسيلة لاستعادة النشاط وتهدئة حالة الركض المستمرة في أيام العمل العادية.

Ad

وبما أننا في بداية أسبوع بعد عطلة عيد طويلة نسبياً فإنه من المفيد أن نستوعب إن كانت العطلة الطويلة لها فوائد على المستوى العام للمجتمع والدولة وليس على المستوى الفردي فحسب.

وبما أننا في بلدٍ الإنتاجية فيه متدنية جداً محسوبة بالدقائق وليس بالساعات فإن العطل طالت أم قصرت لن يكون لها تأثير سلبي على الإنتاجية المتدنية أصلاً.

لذا فإنه بات ضرورياً أن يقوم أحد المتخصصين في الجانب الإنتاجي بدراسة تأثير العطل الطويلة على الأداء العام للدولة والمجتمع.

فقد لاحظ الذين لم يغادروا البلاد خلال عطلة العيد، من أمثالي، انسيابية الشوارع، ما يعني أن مئات الألوف من السيارات قد توقفت عن استخدام الطرق، ولهذا الأمر تأثيره على التلوث وعلى حوادث المرور، وعلى استهلاك الوقود والازدحام وغيره.

بالطبع قد يكون هناك وفر هائل في استهلاك الكهرباء، واشغال الدوائر الحكومية، وربما انخفاض في استهلاك الشاي والقهوة وقراءة الصحف، وغيرها، والتقليل من القيل والقال.

فإذا افترضنا أن النتائج لدراسة كهذه جاءت لصالح التوفير على الدولة، يضاف إلى ذلك أن غالبية موظفي الدولة بالأساس يعانون من بطالة مقنعة مفرطة تكاد أن تتحول إلى بطالة سافرة، كما يضاف إلى ذلك التخفيف من حدة التوتر الكلامي واللفظي والسياسي، وبما أننا في فترةٍ يقال إنها حقبة خطة تنمية مليارية، أقول، على افتراض أن النتائج جاءت إيجابية لصالح التنمية، فهل يحق لتلك الدراسة أن تقترح مثلاً الإكثار من العطل الطويلة مستقبلاً حيث يكون هناك مثلاً أربع أو ست عطل طويلة موزَّعة على السنة؟

مَن يدري، فقد يساعد ذلك الأمر على لجوء الناس إلى الطبيعة والتأمل في قدرة الخالق في البحر والبر والخروج أياماً من حالة حفلة الزار المستمرة.

وربما يكون تخصيص عطل طويلة على مدار السنة بمواعيد معلومة سلفاً مفيداً للتنمية، خاصة أنها قد تؤدي إلى تخفيض بعض المليارات المرصودة للخطة والله أعلم.