لبنان: «الأخبار» تكسر هيبة المرّ وتسخر من ماضيه وحاضره
كسرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من "حزب الله" هيبة وزير الدفاع اللبناني إلياس المرّ، فشنّت في عددها الصادر أمس حملة منظمة ضده، على خلفية استدعاء مخابرات الجيش الصحافي في "الأخبار" حسن عليق، والتحقيق معه بشأن مقال
نشره أمس الأول في الصحيفة، وتناول فيه معلومة مفادها أن المرّ، بتسويفه قرار توقيف المشتبه في تعامله مع إسرائيل العميد المتقاعد غسان الجدّ، أتاح له الفرار من لبنان، وبالتالي من قبضة التحقيق.وصدرت الصحيفة أمس بعنوان رئيسي يطالب المرّ بالاعتذار إلى عليق الذي تم التحقيق معه وسؤاله عن مصدر المعلومة المنشورة، كما نشرت على صفحتها الأولى صورة المرّ محمولاً على الأكتاف، مرفقة بعبارة "إلياس المرّ راكباً على أكتاف المواطنين"، في إشارة ساخرة إلى "فوقية" المرّ في التعاطي مع المواطنين.وخصص كتاب الصحيفة مقالاتهم للهجوم على المرّ، فوصفه عليق في مقال يروي فيه تفاصيل التحقيق معه بأنه "ربيب إيلي حبيقة" المشتبه بدوره في مجزرة صبرا وشاتيلا في عام 1982، وعلاقته بالإسرائيليين، والذي اغتيل بسيارة مفخخة في عام 2002. وبدا عليق في التحقيق، الذي أجري معه في وزارة الدفاع مدة ست ساعات، قوياً ومتماسكاً، لاعتبارات أهمها توافر سند قوي لصحيفته هو "حزب الله"، وظهر ذلك في مطالبته الضباط المحققين بأن يجري استجوابه في حضور العميد عباس إبراهيم نائب مدير المخابرات ورجلها القوي في هذه الحقبة، والمعروف بعلاقاته الطيبة مع دمشق و"حزب الله".أمّا مدير البرامج السياسية في التلفزيون العوني الصحافي جان عزيز، فاستعرض في مقاله في "الأخبار" حقبة السنوات العشر الأخيرة في مسيرة المرّ السياسية، مفنداً التناقضات في تصرفات الوزير، ومستذكراً أحداث 7 آب 2001 ("بطل رواية الانقلاب الإسرائيلي المزعوم" بحسب عزيز)، ودور المرّ في إقفال محطة الـ"ام تي في"، وأداء المر في الانتخابات الفرعية عام 2004 (نجم عدم إعلان النتائج)، ساخراً من سلوك المرّ العام الذي وصفه بـ"الدؤوب على الصمت والسفر".وطالب رئيس مجلس إدارة "الأخبار" إبراهيم الأمين المقرّب من "حزب الله" المرّ بالاعتذار، واصفاً مؤتمره الصحافي بـ"المحاولة اليائسة لتحويل الجيش إلى عنصر مواجهة مع الآخرين في لبنان".وكتب الصحافي غسان سعود مقالاً بعنوان "يوم حلم الابن المدلل أن يصبح حاكماً عسكرياً"، فذكر بتاريخ علاقة المرّ بالمؤسسة العسكرية بعد "تجاربه الميليشيوية الفاشلة". وأشار سعود إلى احتضان المرّ للضباط العونيين عام 1990 عندما كان والده وزيراً للدفاع، فوفر لهم المظلة السياسية والأمان اللذين كان يحتاج إليهما هؤلاء العسكريون.وتعكس حملة "الأخبار" على وزير الدفاع اللبناني وقدرتها على تسفيهه والسخرية منه الانقسام السائد في لبنان بشأن ملفات سياسية أساسية، والتجاذبات في كل المؤسسات اللبنانية، أكثر مما تعكس قضية بين الصحافة والسياسيين أو مسألة حريات.