كيف تعرفان أن طفلكما يتعرّض للتنمّر؟

نشر في 28-05-2011 | 00:00
آخر تحديث 28-05-2011 | 00:00
يسهل على الأهل معرفة إذا كان طفلهم يتعرّض للتنمّر وإدراك المؤشرات التي تترافق مع حالة مماثلة عبر فهم الحاسة الطاغية لديه. كذلك، سيساعدهم إدراك السلوكيات المبالغ فيها والمتعلّقة بتلك الحاسة الطاغية، التي قد تكون مختلفة عن حواس الأهل، على تقدير ما إذا كان تدخّلهم ضرورياً أم لا، وفهم معنى التفاعل الاجتماعي العملي.

يكون الطفل الذي يتمتّع بحاسة لمس طاغية حساساً أكثر من غيره تجاه التنمّر الجسدي. وأكثر ما يزعجه حركات الدفع والركل وإسقاط الكتب التي يحملها بيده. عندها، يشعر بالعجز بسبب عدم قدرته على القتال لمقاومة المعتدين عليه، وعدم صوابية تجاوز القوانين وعجزه عن مغادرة محيط المدرسة. قد يلاحظ الأهل أنه أصبح أكثر عدائية عند عودته إلى المنزل، مع التركيز على الناحية الجسدية كما لم يفعل سابقاً، فقد يعمد مثلاً إلى رمي حقيبته المدرسية على الأرض بعنف وغلق الباب بقوة، وقد يذهب إلى حدّ مطالبة أهله باحتضانه أثناء مشاهدة التلفاز.

كذلك، سيطلب الاقتراب جسدياً من والديه، عبر إبداء رغبته في إتمام فروضه المنزلية بقربهما مثلاً، أو الطلب منهما أن يصطحباه إلى المدرسة. وقد يقاوم فكرة الخروج من المنزل مع أنه قد يعبّر عن ذلك أحياناً عبر ممارسة نشاط جسدي معهما. لكن سيتمكّنا من مساعدته على استيعاب الأحداث التي يواجهها بوضوح أكبر.

أما الطفل الذي تكون حاسة البصر طاغية لديه، فيتأثر تحديداً بطبيعة المحيط الذي يتواجد فيه عند تعرّضه للتنمّر. إذا حصل ذلك فيما يراقبه أو يسمعه أطفال آخرون، سيقلق هذا الولد من أن يصدّقوا ما يحصل له. كذلك، سيتأذى من التعليقات التي يسمعها عن مظهره أو وزنه أو الثياب التي يرتديها. قد تلاحظان أن طفلكما يتذمّر من شكل أنفه، أو يرفض الأكل، أو يغيّر أسلوب ملابسه وشعره بشكل جذري. وبما أن معظم معالم هويته يرتبط بنظرة الآخرين إليه، لا بدّ من دعمه في التغييرات التي يُحدثها على شعره وملابسه وغيرهما من الأمور. وعليكما أن توضحا له أن هذه التغييرات هي مجرد تعابير استعراضية ستشهد تغييرات مستمرة مع مرور الوقت، ولكنها لا تعكس حقيقة الشخص الصالح الموجود وراء هذا القناع الخارجي.

على صعيد آخر، يركّز الطفل الذي تكون حاسة التذوّق أو الشم طاغية لديه، على نية الشخص الذي يضايقه. لا يمكن أن يتصوّر هذا النوع من الأطفال أنّ أحداً يستطيع التخطيط عمداً لقول أو فعل ما يؤذي مشاعر الآخرين. في هذه الحالة، سيحاول هذا الطفل تفسير مشاعر الشخص المتنمّر الذي يتعرّض له لدرجة أنه سيغرق بهذه الأفكار ولن يتمكن من التفكير إلا بسؤال واحد: «لماذا؟». يشكّل هذا التفكير الهوسي الطريقة التي يعتمدها الطفل للتكيّف مع الوضع، لذا من المفيد وصف المواقف المماثلة التي قد يكون مرّ بها الأهل أنفسهم. لكن لسوء الحظ، لن يساهم كل الإدراك الفكري الموجود في العالم في منع بعض الأشخاص من إيذاء الآخرين، ولا مفرّ من أن يتعلم الطفل هذا الدرس القاسي.

يتأثر الطفل الذي تكون حاسة السمع طاغية لديه بالتعليقات المسيئة والساخرة، والشتائم، والنبرة المتعالية طبعاً. يُعتبر سماع الشتائم بالنسبة إلى هذا النوع من الأطفال أمراً مزعجاً أكثر من أن يتم دفعه في ممرّ المدرسة مثلاً. يرى هذا الطفل أن الشتائم تؤذيه أكثر من العصيّ والحجارة التي قد تكسر عظامه. بالنسبة إليه، الكلمات تجرح فعلاً.

كذلك، يحتاج هذا الطفل إلى تكرار ما قاله له المتنمّرون كي يفهمه. من الناحية الإيجابية، سيعرف الأهل ما يتعرض له طفلهم لأنه سيخبرهم بذلك مراراً وتكراراً. لكن أحياناً، يكفي إخباره بأنه أحسن الردّ على من ضايقوه ليشعر بالتحسّن.

back to top