الكويت والعراق... والدبلوماسية الشعبية
أول العمود: الفنان عبدالله التركماني يستحق التكريم من الجهات الرسمية والأهلية المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة لدوره المميز في مسلسل "ساهر الليل"، فهو أشاع بحسه الفني روحاً إيجابية في نفوس أبناء هذه الفئة، وجعلهم جزءا طبيعيا من المجتمع... فتحية لـ" وليدان".***
تحريك أدوات الدبلوماسية الشعبية بين الشعبين الكويتي والعراقي تأتي على رأس ضرورات تطبيع العلاقات بين البلدين اللذين يشتركان في أكثر من ظرف وحالة، فالاثنان يبحثان عن الأمن والاستقرار، والتنمية، والتهدئة الداخلية بسبب العامل الطائفي الذي تقوده قوى إقليمية بشكل فاعل عقائديا وحركيا، وهناك أزمة ثقة بين شعبي البلدين يحاول بعض الساسة العراقيين العقلاء ترقيعها بمواقف وتصريحات تطمينية تجاه الكويت بين حين وآخر. الحكومة الكويتية بدورها تقوم بمجهود واضح على الصعد الدبلوماسية والسياسية والتنموية تجاه العراق، لكن هذا المشهد يقابله خمول شعبي كويتي - عراقي واضح أيضا تجاه مد الجسور الشعبية والأهلية المدنية بين الشعبين، وما اختفاء نشاط لجنة التآخي الكويتية العراقية التي تأسست في جمعية الخريجين عام 2003، وضمت أكثر من 140 اسماً لمثقفين وسياسيين كويتيين وعراقيين (معلنة على موقع الجيران الإلكتروني) إلا دليل على ما نقول. الطائفية اليوم تحرق المنطقة، وكل حدث يقع يتغذى بها وعليها، وهي أجواء قريبة جدا من حقبة الثمانينيات، ولافتاتها المدمرة آنذاك (شعار تصدير الثورة الإيرانية– التفجيرات– ممارسات حزب البعث في الكويت– وثماني سنوات من الدمار والقتل من جراء الحرب)، ولذلك لا بد من تحريك المياه وتنشيط كل جهد شعبي يؤدي إلى التقارب الشعبي الكويتي العراقي على المستويات الثقافية والفنية والصحافية والدينية. وكلنا يعلم أن القبيلة جزء لا يتجزأ من تكوين المجتمعين، وكثير منها له امتداد اجتماعي مشترك، ويمكن استغلال ذلك في جوانب عدة أقلها في إقامة المهرجانات الشعرية والفنية ذات الطابع القبلي، كما لا يمكن الاستهانة بعدد الجالية العراقية في الكويت والتي يقدرها سفير العراق لدى الكويت محمد بحر العلوم في حديث صحافي أدلى به في أغسطس الماضي بـ15 ألف نسمة، تبعا لعدد جوازات السفر التي تتعامل معها السفارة العراقية، يضاف إليهم العراقيون الذين يحملون جوازات سفر أجنبية، في مقابل ذلك بيّن السفير بحر العلوم أن عدد الكويتيين الذين زاروا العتبات المقدسة في العراق في شعبان الفائت فقط 2000 زائر ضمن ما يسمى بالسياحة الدينية... كل هذه المعلومات وغيرها يجب أن تكون تحت رقابة شعبية تستغلها بشكل إيجابي لمحاربة حالة الاحتقان والجفاء بين شعبي البلدين.هناك مجالات واسعة يمكن أن تقوم بها جهات شعبية كويتية وجمعيات أهلية تجاه مثيلاتها في العراق والعكس، ويمكن من خلالها فتح قنوات للحوار على أكثر من مستوى، فمن غير المعقول ترك الساحة لأصحاب الآراء الشاذة للعبث في العلاقات بين البلدين كما نلاحظ بين فترة وأخرى، فعلى سبيل المثال نلاحظ حرص الحكومة الكويتية على استقبال ضحايا التفجيرات في العراق وتطبيبهم في مستشفياتنا، فما الذي يمنع صندوق إعانة المرضى المشاركة في مثل هذه المبادرة بالتنسيق مع الجانب الرسمي ولو من باب رمزي، ولماذا لا يبادر الفنانون من الجانبين في إنتاج عمل فني مشترك؟ وهكذا.الشاهد أن المبادرات والاقتراحات لا تغيب عن ذهن المعنيين بهذا التحرك وهي كثيرة ولا يمكن إحصاؤها في مقالة كهذه، لكن المهم هو التأكيد على هدف واحد وهو إبراز أهمية النشاط الشعبي ودوره في إذابة الجليد وفتح قنوات للحوار والتلاقي بين أفراد الشعبين ضمن أطر مدنية تفاعلية تستطيع الجهات الرسمية الكويتية والعراقية أن تبني عليها في تحركها الرسمي.نأمل أن تعود الحياة الي لجنة التآخي الكويتية العراقية خصوصا في الظروف الحالية العصيبة.