ذكرتها سابقاً وأكررها الآن: «أشعر أن كلمة (وزير إعلام) شتيمة قبيحة»، وأشعر أن من ينادي الوزير «يا وزير الإعلام» كأنه يقول «يا وزير الكذب والتدليس» أو «وزير الصكصكة» على رأي أهل جدة.

Ad

ويا سبحان الله، بعدما هاجت ثورة تونس وماجت اعترف أذيال الرئيس التونسي المخلوع: «إعلامنا الحكومي ليس على مستوى الحدث»، ولم يكن عند الناس وقت كي يقولوا لهم «لأن الإعلام الحكومي حكاية أكل عليها الدهر وبصق، ولم تعد موجودة إلا في الصومال والغابون وما شابههما من الدول التي لا تملك شعوبها قيمة الستلايت»، والأمر ذاته تكرر مع وصول الثورة المصرية إلى الذروة، إذ ظهر أذيال النظام المنزوع على الشاشات واعترفوا «الإعلام الحكومي لم يستطع استقطاب المشاهدين أثناء الثورة»، وأمس الأول يعلن المجنون الصغير «سيف الإسلام القذافي» في كلمته التي تشبه وجه أبيه: «إعلامنا الحكومي فشل في ملء مكانه»، والحبل على الجرار، وسيخرج الرئيس المخلوع المقبل، أي رئيس مقبل، ليردد الغباء نفسه والثوارة عينها.

هذا الصنف من البشر يعتقد أن الشعب كله مصاب بداء «الرعاش» – مع احترامي وانحنائي للمرضى المصابين بهذا الداء – وأن المواطنين لا يقوون على المسك بـ«الريموت كنترول» والتنقل بين قنوات التلفزيون، هذا الصنف من البشر لا يعرف أن أقماراً صناعية عديدة تحوم فوقنا «عربسات» و«نايلسات» و«هوت بيرد» ووو (كتبت «ووو» لأنني لا أعرف أسماء البقية لكنني متأكد أن ثمة بقية، وأتوقع أن تؤسس مصر «المتحررة حديثاً» قناة إخبارية تفوق ميزانيتها ميزانيتي الجزيرة والعربية مجتمعتين وتساهم في تحرير بعض الشعوب العربية المحتلة من حكوماتها الغبية)، هذا الصنف من البشر يعتقد أن الأسر تجتمع كل «عصرية» لمشاهدة تلفزيون الدولة، ومتابعة الخطب والبيانات التي يلقيها المسؤولون على شاشته، فإذا صرح مسؤول: «النهوض بالشباب هو أولى الأولويات» صرخ أفراد الأسرة: «هييييه»، هؤلاء لا يعرفون أن الناس قد يصدقون مسيلمة ولا يصدقون تلفزيون الدولة... يا لغبائهم اللمّاع.

وها هي حكومة مصر بعد تحررها ترمي حقيبة وزارة الإعلام في سلة القمامة، ليش؟ لأنها تعلم أن الشعب سيضع قليلاً من الفلفل والليمون عليها وينهشها (ينهش الحكومة) إذا فكرت في ذلك، وسيدهسها على الخط السريع كما تدهس السيارات الكلاب، فتهرب وهي تحجل برجل واحدة و«تصوي»، وتعلم أن الشعب المصري خلااااص «استيقظ» من غبائه.

الناس لا تصدق المذيع المختوم بختم الحكومات العربية، ولا الصحيفة المطبوعة بحبر حكومي... متى تفهم حكومات العربان؟ لا أدري.

الأمر ذاته نقوله للأخ وزير الداخلية الذي أصبحت بيانات قيادات وزارته مثاراً للتندر والتهكم بسبب سياسات سلفه، ونذكره بأن وزارة الداخلية المصرية بدأت حملة تحسين سمعتها التي تشوهت بسبب الكذب، وأولى خطواتها في ذلك كانت إبعاد كل من كذب عن الواجهة، واعتماد الصدق والشفافية فوراً، ولا أخفيك سراً معالي الوزير، الناس لم تعد تثق ببيانات الداخلية ولا بأفلام قياداتها، بعد حادثتي «الحربش والميموني»، وليتك تفكر في إعادة طلاء الوزارة، وتعيد تحسين سمعتها في الحارة.

***

الأخ وزير النفط... كثرت شكاوى مراجعي مستشفى شركة النفط على المدير الذي يتهمونه بالشللية والتفرقة المذهبية والعنصرية. أرجو التأكد من هذا الأمر.