صراعات «الوطني» تطيح بمؤتمره إلى ما بعد الانتخابات
الخلاف بين جناحَي الشريف وعز يتفاقم
تسببت الصراعات الطاحنة في صفوف الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم في مصر، من أجل اختيار مرشحيه في الانتخابات التشريعية المقبلة، في تأجيل المؤتمر السنوي للحزب الذي كان مقرراً عقده غداة إغلاق باب الترشيح إلى 25 ديسمبر، وسط معلومات عن تزايد الخلافات بين جناحين، يقود أحدَهما الأمين العام صفوت الشريف ويقود الآخرَ أمين التنظيم أحمد عز المقرب من جمال مبارك نجل الرئيس.وجاء قرار الرئيس حسني مبارك، بصفته رئيس الحزب، والذي أعلنه مساء أمس الأول، بتأجيل المؤتمر من 9 نوفمبر إلى 25 ديسمبر، لينزع فتيل انفجارٍ كان من الممكن أن يشهده المؤتمر إذا أبدى بعض المستبعدين من الترشيح اعتراضهم على الطريقة التي تم بها اختيار الأسماء التي يخوض بها "الوطني" انتخابات مجلس الشعب.
وقال مصدر حزبي لـ"الجريدة" إن زيادة حدة المنافسة بين الراغبين في الترشح أثارت مخاوف من التأثير على المؤتمر الذي يشارك الرئيس مبارك نفسه في بعض جلساته ويتابعها الإعلام، وهو ما أكد لقادة "الوطني" أن اختيار الموعد السابق كان خطأ من البداية.وتشير المعلومات إلى أن الانقسام صار واضحاً لقيادات الحزب بين قطبين، هما الأمين العام وأمين التنظيم، وهو ما يرتبط بخلاف أكثر عمقاً بشأن مستقبل الحكم وانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها العام المقبل، إذ إن عز هو أحد أهم رجال جمال مبارك، بينما ينتمي الشريف -وهو ضابط استخبارات سابق- إلى فريق المتحفظين عن تصاعد دور رجال الأعمال وازدياد نفوذ أمانة سياسات الحزب التي يرأسها نجل الرئيس. ورغم أن الصراع يدور منذ وقت طويل على رغبة كل طرف في السيطرة على قرار الحزب وزيادة عدد نوابه داخل مجلس الشعب، فإنه ازداد حدة بعد أن تمكَّن "الحرس القديم" بقيادة الشريف من تضييق الخناق على عز وأنصاره، وأصدر قراراً بمنع الاجتماعات واللقاءات داخل الحزب إلا بعد موافقة شخصية منه، مع تأكيده ضرورة استبعاد العناصر التي "لا تحظى بسمعة طيبة".وعلمت "الجريدة" أن فريق أحمد عز نقل نشاطه من المقر الرئيسي للحزب إلى مقر لجنة الجيزة لعدم الاحتكاك المباشر بالجناح الآخر والإفلات من التضييقات التي فُرِضت عليهم.وبرَّر الشريف في تصريحات له قرار التأجيل بأنه جاء استجابة لطلب أغلب أمانات المحافظات حتى يمكن للقيادات الحزبية فيها التفرغ للإعداد للحملة الانتخابية، مؤكداً أن "الوطني يخوض انتخابات مجلس الشعب بقائمة قوية من المرشحين ذوي الكفاءة والشعبية والقدرة على خدمة دوائرهم وممارسة مهام العمل البرلماني".وشنَّت قوى المعارضة هجوماً على الحزب الحاكم بعد قراره تأجيل المؤتمر. وقال مؤسس حزب "الغد" أيمن نور إن "القرار يكشف مدى الصراع داخل أروقة الحزب، بدءاً من الصراع حول مرشح الرئاسة المقبل، وتأييد البعض لجمال مبارك، بينما يشدد البعض على ضرورة استمرارية الرئيس مبارك"، معتبراً أن "التأجيل قد يكون لأسباب تتعلق باختيار نائب لرئيس الجمهورية يتم إعلانه خلال المؤتمر".من جانبه، قال المنسق السابق لحركة "كفاية" جورج إسحق، القيادي في "الجمعية الوطنية للتغيير"، إن "الصراعات داخل الحزب الوطني التي دفعت إلى تأجيل المؤتمر تتصل بتسمية مرشح الرئاسة".