تمارين صارمة
تتوق ساويرس رونان، التي ترتدي سروال جينز وقميصاً قطنياً يحمل صورة فرقة الخنافس، إلى الذهاب إلى مهرجان WonderCon. تريد رونان شراء بعض لعب Ugly Dolls من هذا المهرجان المخصّص لأفلام الحركة والخيال العلمي والقصص المصوّرة.
يذكّرنا هذا الحديث عن الدمى المحشوّة بأن رونان بالكاد بلغت سناً تخوّلها الحصول على رخصة قيادة. فمن السهل أن ننسى صغر سنّ هذه الممثلة البارعة. إذ إن مسيرتها المهنية تضاهي مسيرة فنانين يكبرونها بسنوات.
عن شخصيّتها تلفت رونان: «هانا ليست كذلك بالتأكيد. تبدأ بتطوير شخصيتها تدريجاً. صحيح أن نظرتها إلى الحياة بسيطة، إلا أنها تخفي عمقاً كبيراً. كذلك، تُركت لي حرية أداء الدور حسبما أشاء، ما دمت لا أخرج عما يُعتبر منطقياً ومقبولاً». استمدّت رونان حرّيتها هذه من معرفتها بطريقة عمل جو رايت. تقول: «لا أعرف السبيل إلى شرح علاقتي برايت لأننا لا نتواصل بالكلام. يبدو أنني أفهم تلقائياً ما يريده خلال المشهد. تمتعنا منذ بداية تعاوننا بقدرة تواصل عالية. نتيجة لذلك، شعرت بالراحة وأنا أنقل مشاعر البطلة الحقيقية، إلا أنني عشت في عالم خيالي بسببه». تخبر رونان أنها ورايت فهما فوراً ما يلزم لإنجاح «هانا». واجهت رونان خلال تجسيدها هذا الدور اختباراً صعباً: أداء مشاهد الحركة والقتال. لذلك، احتاج هذا الفيلم إلى تحضيرات كثيرة. تخبر رونان: «تمرّنت كثيراً، حتى أنني كنت أمضي ساعتين يومياً في صالة الرياضة كي أتحلّى بالقوة الضرورية التي افتقرت إليها سابقاً». تعتبر رونان الفنون القتالية أفضل جزء من هذا التدريب، إذ بدت لها أشبه برقصات. تذكر: «ساعدني التدريب لأنه سمح لي بالعمل أولاً على مظهر الشخصية الخارجي. فلم تتسنَّ لي سابقاً دراسة الشخصية والتحضير لها على هذا النحو». الإخراج موهبة طبيعية يتحلى بها رايت، تماماً كما التمثيل بالنسبة إلى رونان. فيعتمد إلى حد كبير على حدسه ومشاعره، تماماً كما حدث خلال بحثه في برلين عن مواقع لتصوير «هانا». يخبر رايت: «قلت لمرشدي أن ينسى النص ويريني المواقع الأهم. ومن هذه المواقع اخترت منتزهاً يستمد موضوعه من القصص الخرافية». أدرك رايت فوراً أن هذا المكان المناسب لتصوير المشهد الأخير، بما أنه يعتبر قصة هانا رواية خرافية عصرية، والاختلاف بينها وبين القصص الخرافية بسيط: الأشرار في هذه القصة عملاء تابعون للحكومة لا ذئب كبير مفترس. علاوة على ذلك، اضطر رايت إلى الارتجال كي يتخطى مشكلة ميزانية الفيلم المحدودة. فبعد يوم طويل من التصوير على أرصفة بحرية، احتاج رايت إلى زنزانة احتجاز ليصوّر أحد المشاهد، إلا أن ميزانية الفيلم ما كانت تسمح بشراء واحدة. لذلك، استخدم رايت حاويات الشحن لتصوير المشهد. يخبر: «أعتقد أنني لو كنت أملك كل المال الضروري لتصوير «هانا»، لما استخدمت مخيّلتي ولجاء الفيلم أقل إبداعاً». ولا شك في أن ذلك كان سيرغمه على مخالفة حدسه، أمر لم يقدِم عليه رايت أو رونان حتى اليوم.