الخطوات الحكومية لنزع «فتلات» أزماتها مع النواب والرأي العام، ومن بينها سحب جميع القضايا ضد وسائل الإعلام والإعلاميين، يجب أن تشمل الرجوع عن القرار المتسرع بإغلاق مكتب قناة «الجزيرة» بعد أحداث الصليبيخات؛ لأن الضيف الذي حاول القرار إخفاء صورته عجز عن منع صوته وتكملة إجراء المقابلة التلفزيونية معه.
لقد كانت لحظة غضب وارتباك تلخص ضحالة تفكير بعض الأطراف الحكومية في كيفية التعامل مع الأحداث الكبيرة، فلو كانت لديهم ذرة من التأمل لانتبهوا إلى تلفزيون «صحوة المومياء» الذي استعان بتغطية القناة الممنوعة لوقائع «ديوان الحربش» في مؤتمر «الداخلية» الأول!الأمر الثاني هو تغطية قناة «مباشر» للكثير من الفعاليات المحرمة محلياً، وثالثا أجرت قناة «العربية» مقابلة «أوفر دوز» ليس مع مسلم البراك وحده بل معه الكاتب أحمد الديين حول نفس القضية، وفوقها استجواب رئيس الحكومة رددا فيها نفس «البضاعة» دون نقص أو زيادة، وأخيراً انتعشت وسائل الإعلام التكنولوجية لتكون هي المصدر الأول للأخبار.إن الحكومة عندما تحسن العمل نقدم لها الشكر دون تردد، وها نحن نقولها «بالفم المليان»... شكراً على قراراتكم الأخيرة، ونتمنى أن تكملوا خطواتكم بالرجوع عن قرار إغلاق مكتب «الجزيرة» لأن لدينا في الكويت الكثير مما يستحق أن يعرفه العالم عنّا، وأهمه حراكنا السياسي والثقافي.إن جوهر هذه الرسالة يتلخص في أن سياسة المنع في زمن الانفتاح إرهاق وإحراج لمؤسسات الدولة، وهذا الوضع يقودنا إلى الحديث عن طرق أخرى لمنع الكتّاب والإعلاميين والمدونين والمغردين من تأدية دورهم، وهي التهديد والترغيب والتلميح والتصريح لكل هؤلاء «يا تصير خوش ولد ولا نأدبك»، وآخر الشواهد هو ترغيب المغرد المتهكم دوما مشاري بويابس بالمال لتأدية خدمات وطنية لجهاز أمن الدولة، وتهديد المغرد عمر العجمي بأخذه «بفسحة» حول الشمس؛ لأنه تحدث عن «الإسطبل» الذي يبدو أنه تحول إلى دولة داخل دولة.لقد قلنا لوزير الداخلية الخميس الماضي إن أصعب مهمة يواجهها هو استعادة وزارة الداخلية لثقتها بين الناس، واليوم نقولها بشكل أوضح، البعض في وزارتكم أصبحت مهمته إخافة الناس، وموضوع التهديد ليس بالجديد، وهناك أسئلة برلمانية قدمت وأشخاص توقفوا عن الكتابة لأنهم لم يجدوا من يحميهم؛ لأن الأمور «فالته»، وهناك من يعتقد أنه فوق القانون، ويمتلك من القوة والتغطية ما يكفيه لأن يدخل أي مكان ومعاقبة من يريد، فيا وزير الداخلية لقد توسعت مهام جهاز أمن الدولة ليشمل ملاحقة كتّاب مقالات آخر الليل ومغرديه، وهذا برأينا تقليل من دور ذلك الجهاز الوطني المهم.في الختام هناك حالة تعذيب متواصل تخص المواطن د. عمران القراشي، فهو مشهور بتعليقاته الساخنة «جداً» في الندوات العامة، وغالباً ما يؤخذ إلى الطب النفسي بعدها لأيام عدة، حيث يتم تخديره هناك دون وازع إنساني ثم إطلاق سراحه هكذا، وهو لديه الكثير من الأسماء لأشخاص يدّعي أنهم عذبوه أكثر من مرة، علما أن جواز سفره محجوز خلافاً للمادة (31) من الدستور، وكل ما نتمناه هو التحقق من الشخص نفسه، والتأكد من سلامة أقواله لاتخاذ ما يلزم.الفقرة الأخيرة: الصديق أنور الياسين أصدر كتاباً يوثق سيرة شيخ الكتّاب الراحل محمد مساعد الصالح بعنوان «شهادات وسيرة حياة»، أنصح طلبة الإعلام باقتنائه كي يدرسوا مسيرة أحد رواد الصحافة الكويتية الراقية. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة
مقالات
الأغلبية الصامتة: الإسطبل
17-02-2011