لا يمكن لأي مؤرخ للحركة المسرحية الكويتية إلا أن يتوقف طويلاً عند عبد الرحمن الضويحي، أحد أبرز رواد الحركة الثقافية والمسرحية في الكويت، الذي استمرّ في مشواره الفني وفي تقديم كل ما لديه من خبرة في التمثيل والإخراج والكتابة المسرحية وكذلك «الزهيريات»، رغم المرض الذي لازمه طوال حياته.
ولد عبد الرحمن سليمان الضويحي في حي «القبلة» في فريج السند عام 1932، ثم انتقل إلى حي الصالحية شارع فهد السالم وأمضى فيه طفولته مع أشقائه الخمسة. توفّي والده حين كان في السادسة من عمره، فالتحق بالمطوع «ملا محمد بن شرف» في منطقة «القبلة» حيث درس القرآن الكريم. بعد ذلك انتقل إلى المدرسة القبلية وتابع دراسته فيها حتى الصف الثالث الابتدائي، وكان من زملائه على مقاعد الدراسة راشد الراشد، ثم إلى المدرسة المباركية التي مكث فيها خمسة عشر يوماً في الصف الرابع الابتدائي، انتقل بعدها إلى المدرسة الأحمدية حيث درس عاماً كاملاً.بداية مشواره الفنيمنذ طفولته شارك الضويحي في المناسبات والمهرجانات والنشاطات التي كانت تقام في مدرسة «القبلة» وكان يقرأ القرآن الكريم يومياً في طابور الصباح، ما سمح له بإجادة قواعد اللغة والنحو والصرف والإلقاء الصحيح. في عام 1943 اعتلى خشبة المسرح للمرة الأولى في مسرحية «حرب البسوس»، من إخراج ناظر المدرسة عبد الملك الصالح، مع خالد جعفر، الذي أصبح لاحقاً سفيراً للكويت في دول عدة، وإبراهيم مقهوي وعبد العزيز النوري. كان المتَّبع آنذاك أن تقدّم مسرحية فكاهية بالعامية بعد المسرحية الجادة الفصيحة، فشارك الضويحي في العمل الكوميدي أيضاً وتقاسم البطولة مع صالح العجيري، الذي أصبح في ما بعد فلكياً معروفاً، وعقاب الخطيب وخالد الجسار الذي تولى لاحقاً منصب وزير العدل.عندما شبّ، انخرط الضويحي في العمل المسرحي وكان أحد مؤسسي «فرقة المسرح العربي» و{فرقة المسرح الشعبي».مع {فرقة المسرح العربي}في أكتوبر (تشرين الأول) 1961، شارك الضويحي في تأسيس «فرقة المسرح العربي» مع خالد النفيسي، سعد الفرج، عبد الحسين عبد الرضا، عبد الوهاب سلطان، غانم الصالح، حسين الصالح، الدكتور حسن يعقوب العلي، جعفر المؤمن، وعدنان حسين، ووقف مع الفرقة على خشبة المسرح في الأعمال التي قدّمتها لغاية 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1964 عندما قدم استقالته، وهي:- «صقر قريش»، عُرضت من 18 مارس (آذار) إلى 4 إبريل (نيسان) 1962 على مسرح الشويخ، تأليف محمود تيمور، إخراج زكي طليمات، شارك في بطولتها: مريم الصالح، مريم الغضبان، عبد الله خريبط، عبد الوهاب سلطان، زكي طليمات، عبد الحسين عبد الرضا، أسد محمود، والدكتور حسن يعقوب العلي...- «فاتها القطار»، عُرضت في 19 يونيو (حزيران) 1962 على مسرح الشامية ثم في احتفالات الاستقلال في 26 فبراير (شباط) 1963 على مسرح دار سينما الأندلس، تأليف توفيق الحكيم، إخراج زكي طليمات، شارك في بطولتها: خالد النفيسي، جيهان رمزي، وزوزو حمدي الحكيم...- «مضحك الخليفة»، عُرضت على خشبة مسرح الشامية في 25 فبراير (شباط) 1963 ثم على مسرح كيفان في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة نفسها، تأليف علي أحمد باكثير، إخراج زكي طليمات. تُعتبر أول مسرحية تُعرض على مسرح «كيفان» والضويحي نفسه هو الذي أطلق عليه مسرح عبد العزيز المسعود.- «آدم وحواء»، عُرضت على مسرح كيفان في 4 إبريل (نيسان) 1964، اقتباس فتوح نشاطي، إخراج زكي طليمات، شارك في البطولة: عبد الحسين عبد الرضا، جوهر سالم، عيسى فهد الغانم، وعلي البريكي.مع {فرقة المسرح الشعبي}قدّم المسرح الشعبي منذ بدايته، عام 1956 حين عرف باسم «فرقة الكشاف الوطني» لغاية 1960 حوالي عشرين مسرحية مرتجلة، بعد ذلك توقّف عن تقديم هذا النوع، وقد شارك الضويحي في سبع منها من تأليف محمد النشمي وإخراجه هي: «قرعة وصلبوخ» (1956)، تمحورت حول مشاكل العائلة الكويتية بعد توقف النفط. «قرعة وصلبوخ في باريس» (1956)، بعدها انضمت الفرقة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، «ضاع الأمل» (1957)، «صاروخ شراكه» (1957)، «شرباكه» (1958)، «تاليها»، «خبير أسكت» أو «ضاع الملف» (عرضتا بين 1956 و1961). كذلك، شارك الضويحي في مسرحيات:- «سكانة مرته»، عرضت في 30 يناير (كانون الثاني) 1964 على خشبة مسرح كيفان واستمر عرضها على مدى 29 أمسية، كتابة حسين الصالح الحداد، حوار عبد الرحمن الضويحي وإخراجه، شارك في البطولة: عبد العزيز المسعود، مريم الصالح الحداد، عبد العزيز النمش، إبراهيم الصلال، أحمد الصالح، فيحان العربيد، حسين غلوم، طيبة الفرج، جاسم المواش، خالد الصقعبي، مريم الغضبان ومجموعة من أعضاء الفرقة ومن المواهب الشابة.واستجابة لدعوة من النادي الأهلي في البحرين، قدّمت «فرقة المسرح الشعبي» مسرحية «سكانة مرته» في سبتمبر (أيلول) 1966 في البحرين وأشادت بها الصحافة البحرينية واستقبلها الجمهور بحرارة.ظهرت فرقة «عودة المهنا الشعبية» على المسرح ضمن البناء المسرحي وهو أسلوب جديد أراد «المسرح الشعبي» أن يؤكد من خلالها اتجاهه المتميز.- «غلط يا ناس»، عُرضت عام 1964 على مسرح كيفان، فكرة عبد الكريم مراد، تأليف عبد الرحمن الضويحي وإخراجه، شارك في البطولة: عبد العزيز المسعود، إبراهيم الصلال، أحمد الصالح، عبد العزيز النمش، مريم الصالح، مريم الغضبان وخليفة عمر خليفوه.- «الجنون فنون»، عُرضت في 10 يناير (كانون الثاني) 1965 على مسرح كيفان، تأليف عبد الرحمن الضويحي، إخراج خالد الصقعبي، شارك في البطولة: مريم الغضبان، أحمد الصالح، جاسم النبهان، عبد الله خريبط، إبراهيم الصلال، عبد العزيز النمش، عبد العزيز المسعود، شيخة العطار، ومريم الصالح.- «اصبر وتشوف»، عُرضت في 14 يونيو (حزيران) 1965 واستمرّ عرضها على مدى 18 أمسية، تأليف الضويحي وإخراجه، شارك في البطولة: مريم الغضبان، عبد العزيز المسعود، إبراهيم الصلال، أحمد الصالح، عبد العزيز النمش، ومريم الصالح.- «يمهل ولا يهمل»، عُرضت في 20 يناير (كانون الثاني) 1966 على مسرح كيفان واستمرّ عرضها 17 أمسية، تأليف صالح موسى وإخراج الضويحي، شارك في البطولة: أحمد الصالح، مريم الغضبان، عبد العزيز المسعود، إبراهيم الصلال، عبد العزيز النمش، جاسم النبهان، حسين غلوم، ومكي القلاف.- «كازينو أم عنبر»، عُرضت على خشبة مسرح كيفان ابتداءً من 5 يونيو (حزيران) 1966، شارك في البطولة: أحمد الصالح، مريم الغضبان، مريم الصالح، عبد العزيز النمش، إبراهيم الصلال، عبد العزيز المسعود، وأحمد مساعد.- «انتخبوني»، عُرضت للمرة الأولى في 22 يناير (كانون الثاني) 1967 على مدى 13 أمسية ثم أعيد عرضها في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 1970 مع استبدال محدود لممثلي بعض الأدوار، شارك في البطولة: عبد العزيز المسعود، إبراهيم الصلال، جاسم النبهان، مريم الغضبان، مريم الصالح، عبد العزيز النمش، وأحمد الصالح.- «حرامي آخر موديل»، عُرضت في 23 ديسمبر (كانون الأول) 1967 على خشبة مسرح كيفان على مدى 24 أمسية، تأليف الضويحي وإخراجه، شارك في البطولة: عبد العزيز المسعود، إبراهيم الصلال، جاسم النبهان، مريم الغضبان، مريم الصالح، وعبد العزيز النمش.- {روزنامة»، عُرضت على مسرح كيفان في 21 يناير (كانون الثاني) 1970، تأليف الضويحي وإخراجه.- {كاوبوي في الدبدبه»، عُرضت في 15 يونيو (حزيران) 1970، تأليف إبراهيم العواد وإخراج الضويحي.في الإذاعة والتلفزيون والسينما- أول تمثيلية إذاعية كتبها الضويحي وأخرجها كانت بعنوان «طبيب يداوي الناس وهو عليل». قُدمت على الهواء مباشرة. - كتب سيناريو «الصمت» ثاني فيلم روائي كويتي، شارك في بطولته نجوم كبار من بينهم أحمد الصالح، إخراج هاشم محمد، إنتاج مؤسسة العامر للإنتاج الفني.- كتب ثلاث سهرات للتلفزيون: «مالك إلا خشمك»، «إذا فات الفوت ما ينفع الصوت» التي مثلت الكويت في «مهرجان التلفزيون» في الإسكندرية، بطولة سعد الفرج، عبد الوهاب سلطان، حسين الصالح، و{الطوفان». - مثّل في مسلسلات تلفزيونية من بينها: «الأقدار» مع سعد الفرج وغانم الصالح وعبد الحسين عبد الرضا وعبد العزيز النمش...تكريمات- كرّمته «فرقة المسرح العربي» في «يوم المسرح العربي».- كُرّم في «مهرجان المسرح الخليجي» في دولة قطر عام 1990.- كرمته جمعية الفنانين الكويتيين في 4 يونيو (حزيران) 1996 وسلّمه الشيخ سعود ناصر الصباح، وزير الإعلام الأسبق، والفنان عبد العزيز خالد المفرج، رئيس جمعية الفنانين الكويتيين، الجائزة في مستشفى الصباح بسبب مرضه.
توابل
عبد الرحمن الضويحي... تجاوز البدايات وساهم في صناعة مسرح مزدهر
12-08-2010