آمال: الأمة مصدر الأسماء

نشر في 12-04-2011
آخر تحديث 12-04-2011 | 00:00
 محمد الوشيحي خذ عندك مثلاً الجملة التي يرددها عشاق المانجو من النواب والوزراء السابقين وغيرهم: «أنا مستعد / مستعدة لخدمة بلدي»، هذه الجملة يا صاحبي تعادل في سوق السياسة جملة «أنا أرغب في تسلّم منصب وزاري... ورهن الإشارة». واحد زائد واحد، أو واحد موجب واحد على رأي المحاضر العراقي، يساوي اثنين. هي كليشة ثابتة.

وخذ عندك جملة «تدعيم الاقتصاد». إذا سمعت هذه الجملة أو قرأتها فاعرف يا رعاك الله أن الحكومة ستبعزق أموال الشعب لإرضاء بعض التجار، لا كلهم، بحسب كمية الولاء وفائض الإذعان.

وجملة «سأصوّت على كتاب طرح الثقة أو كتاب عدم التعاون بما يخدم استقرار البلد» ترجمتها «لن أوافق على كتاب طرح الثقة أو كتاب عدم التعاون»... الركّ على كلمة «الاستقرار»، متى ما سمعتها فاعرف أن مبلغاً ما «سيستقر» في حساب ما لشخص ما كي يصوت في اتجاه ما.

وعلى المستوى العربي، ستجد أن كلمة «إسرائيل» هي باب الرزق الأكبر ولون القمع الأحمر. إذا سمعت حاكماً أو مسؤولاً عربياً يردد هذه الكلمة، فاعرف أن المقابر الجماعية ستمتلئ وتفيض، أو أن الأرصدة ستنتفخ وتبيض، أو كلاهما معاً. واقرأ خطب صدام حسين وتفقد مقابره، ثم اسأل مصطفى بكري، النائب المصري الألعبان، الذي «حلب إسرائيل حلباً مبرحاً»، قبل أن تعرّيه الثورة المصرية الحرة وتتركه في الخلاء «سلطاً ملطاً».

وإذا اجتمع وزيرا داخلية عربيان، وأصدرا بياناً عقب اجتماعهما: «تباحثنا في ما يهم الشعبين الشقيقين» فاغلق هاتفك النقال وودع أطفالك واتصل بجمعية حقوق الإنسان العالمية، فقد تباحثا في إمكانية تبادل المعارضين.

هذا بالنسبة لبعض الأقوال والتصريحات، أما بالنسبة للتصرفات، فكل أو غالبية من يدخّنون السيجار الكوبي يعانون نقصاً في هرمونات الثقة بالنفس، ويشعرون بالصغر والضآلة في دواخلهم، مهما كبرت مناصبهم ومسمياتهم... لذا، من باب الإنسانية، أقترح عليك أن تمتدحهم وتنفخهم كي تساعدهم على النوم.  

 ***

كل انتخابات تتدخل فيها بعض الأطراف في الحكومة وبعض كبار المسؤولين والتجار لتوجيه التصويت إلى هذا المرشح أو ذاك، هي انتخابات مزورة... علّب هذه الجملة وخذها معك ورددها على ذمتي.

التصويت الحر الوحيد الذي أقنعني هو الذي أجراه طلبة الدكتور عبيد الوسمي في الجامعة. وأصل الحكاية أن أحد المواطنين اتصل بالدكتور عبيد وعرّفه على نفسه قبل أن يبلغه: «دكتور، أطلقت على طفلي المولود اسم عبيد تيمناً بك»، فقال له الدكتور: «إذا أردت نصيحتي فلا تسمّه عبيد»، ثم أضاف مازحاً بجدية: «لكنني سأطرح عليك فكرة... ما رأيك في أن نلجأ أنا وأنت إلى الشعب، مصدر السلطات كما نص الدستور، ليختار اسماً للمولود؟»، فوافق المواطن، فأجرى الدكتور عبيد، صباح يوم الأحد الماضي، تصويتاً لاختيار أفضل الأسماء، فاختار الطلبة اسم «عبدالله».

إذاً، هذا هو المولود الدستوري الأول، الذي اختارت عينة من الشعب (طلبة الدكتور عبيد الوسمي) اسمه. على أنني لو شاركت في التصويت لاخترت للمولد اسم «دستور»، لكن الخشية أن تضعه الحكومة في جيبها بعد أن تفرّغه من الكلى والكبد والطحال.

 ***

معالي وزير الصحة المستقيل... ما مدى صحة نقل الموظفين الثلاثة الذين قادوا حركة المطالبة بالكوادر، وهم من حملة الشهادات العليا، من قسم الإعلام؟

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top