نجد في شعر ميروين ثقافات متعددة، امتزاج عوالم تبدأ من هولدرلين مروراً برومانتيكية جورج تراكل وانتهاءً بتأثره العميق بالجانب الأسطوري والديني، كما أننا نجد سمة أساسية في شعره الهادئ النبرة، الصمت والوعي الملازم له: «يوقظني المستقبل بصمته» كما عبر ذات مرة الإعلاء من قيمة الحدس والشعور في مقابل العقلانية الباردة. حاز ميروين جائزة «بوليتزر» الشهيرة عن عمله «حامل السلالم» التي تبرع بها لفنان أميركي أصيب بالعمى بعد مواجهته مع الشرطة في مظاهرة ضد حرب فيتنام. في السنوات الأخيرة أصبح اسم ميروين يتردد في لائحة الأسماء المُرشحة لجائزة نوبل، ترى هل ستمنح له في يوم من الأيام، وميروين يشترك الآن مع الشعراء الأميركيين الآخرين في تجربة احتجاج مماثلة ضد حرب الخليج الثالثة التي يقودها كوكب مُدجج بالقنابل، عبر الإنترنت وعبر الحضور الفعال في القراءات الشعرية في مدن الولايات الأميركية؟ كتب الناقد الأميركي بيستون في كتابه «الأسطورة في شعر ميروين» ما يلي: «إن الاستفادة القصوى للأسطورة في شعر ميروين تذهب إلى أبعد من إعادتها بشكل تفصيلي، إن ما يقوم به أساساً هو استلهام التجربة الأسطورية لتصبح بعض عناصرها جزءاً في شعره، وعندما يؤكد ميروين على موضوعة الخلق فإنما يؤكد باستمرار على موضوعة الفنان الخالق وصانع الأساطير الحديثة».

Ad

(2)

المغني (ترجمة زاهر الغافري)

الأغنية تتقاطر من المزاريب

أعرف ذلك الصوت

الذي بلا لسان

مُتجاهلاً الشمس والقمر.

ذلك المخلوق، تلك النظرة تعود إلى قلبها

بضوء من تعثر السواقي على بعضها

الآخر

وحشية وغير قابلة للتلوث، في بلادها

التي تحرسها بوابة-

هناك تصل بلا اختيار.

خذ الماء وأسكبهُ في عينيك مُردداً:

مبارك

هذا الصفاء

من الآن فصاعداً لا شيء سيكون شبيه

الآخر.

امضِ تاركاً محلكَ وراءك.

(3)

Karin

سأخاطبكِ أنتِ هذه الليلة. أخاطبُ فيكِ الملاك النائم

جوار المقبرة. سأخاطبك يا كارين بويو أنتِ تنظرين

بعينين من جَمرٍ عاصفة من كريستال ودخان الذخيرة

يغطي ليل المدن. الأنوثة زهرةٌ على سرير الانتحار

ترفعُ نداءَ الأيدي إلى الأعالي. صوتُك ذاك رنتهُ الشبيهةُ

بقفزةِ وعْلٍ مطارَد صوتكِ القادم من ضفاف الحُريّة

يحفرُ قبراً فوق أعالي التلال. اتركي الربّ نائماً على

الغصن وخذي كأساً من حجر الينبوع للألفية الثالثة.

المُعجزات قليلةٌ هذه الأيام لكنَّ الألمَ غالباً ما يحدثُ

على مرأى الجميع هنا أو هناك.

بحيرة النور

أكلم هذه المرأة التي لم تعُدْ تراني. لأن عينيها مُصوّبتان هناك

إلى ما وراء النافذة. إلى نرسيس في بحيرةٍ مسحورةٍ (ربما حيث

يسعى المرءُ إلى حتفهِ الناقص) أكلمها برجاءٍ, دون أن تلتفت,

لأنها على الأرجح تريد أن ترى، كيف يصعد النور إلى أعشاب

عمرٍ ضائع. تردد أغنية عن منفاها الطويل, لتأتي اللحظة أكثر

انكشافاً من عُريها تنتظر, هنا تحت الثلج, أن يقفز من بحيرةِ

خيالها مالك الحزين، ليجلب لها السعادة. وعندما تتعب.

عندما يمتلئ إطار النافذةِ بأفكارها, تلتفت إليّ وفي عينيها يقرأ

المرء، حياة أيامها الماضية.

* النصان الواردان تحت عنوان KARIN وبحيرة النور هما لكاتب المقال