أيُّ جنوب بعد الجنوب السوداني؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ولذا فإن ما يجب قوله، حتى لا تتكرر المأساة في جنوب عربي آخر، هو أن الأنظمة التي تعاقبت على السودان خلال العقود الثلاثة الماضية هي التي تتحمل القسط الأكبر من مسؤولية هذا الذي جرى، فهي بقيت تُغلَِّبُ الإصرار على بقائها في السلطة على المشاكل الوطنية الكبرى، وهي بقيت تتصرف مع هذه المشكلة التي غدت مستعصية انطلاقاً من منطق القوة العمياء، لا انطلاقاً من منطق العقل والحرص والدبلوماسية الهادئة.الآن هناك جنوب آخر ملتهب هو الجنوب اليمني، إذ الحقيقة تقضي بالإشارة إلى أن حكاية "القاعدة" هناك ليست هي الحكاية الرئيسية مع أنها موجودة، فالصحيح الذي يجب أن يقال هو أن الغيوم "التشطيرية" باتت تحوم فوق اليمن، وهو أن الأمور غدت ذاهبة، إن لم يتم تداركها برحابة وحكمة، إلى العودة إلى ما كان قائماً قبل عام 1990، ولكن هذه المرة بهوية مذهبية على أساس أن الشمال "زيْديٌّ " وأن الجنوب "شافعي"! وهناك الجنوب العراقي الذي يعرف أهل العراق أن لغته غدت فارسية، وأن عملته "التومان"، وأن الحرس الثوري الإيراني هو القوة الرئيسية فيه، وأن عمامة "الوليِّ الفقيه" هي التي تظلله، وهذا هو ما يجري في الجنوب اللبناني، وفي ضاحية بيروت الجنوبية التي هي الآن دولة مذهبية مُسلّحة داخل الدولة اللبنانية.