كان الإخوة اليمنيون في دورة الخليج في غاية الروعة التي بدأت من الجمهور بطل الدورة الذي تابع وشجع كل المنتخبات بروح رياضية، وكأن حال لسانه يصرخ بالقول الصريح معلنا براءته من أحداث العنف والحروب الأهلية التي دارت رحاها في اليمن السعيد لسنوات وسنوات.

Ad

الفرحة التي عاشتها الكويت هذا الأسبوع بفوز المنتخب الوطني بالكأس العاشرة من دورات الخليج أنستنا هموم السياسة بإنجاز صنعه لاعبون صغار في عمرهم كبار في عطائهم، أخلصوا في عملهم فحصدوا الذهب ليعودوا بالبهجة إلى شارع كرة القدم ومحبيها بعد سنوات عجاف مرت على الرياضة الكويتية.

الإمتاع الحقيقي لم يكن اللقب ولكنه الروح التي تمتع بها الفريق لاعباً بروح الرجل الواحد، بحيث لا تجد أحداً منهم نسب الفوز إلى نفسه، بل عزاه إلى زملائه الستة والعشرين وطاقم الإدارة والتدريب، فتجده يذكر من تابع فوق المدرج، ثم من جلس على دكة الاحتياط بروح الإيثار ليطلقوا رسالة من غير قصد في عفوية لم تَشُبْها المصالح، ليعطوا درسا في الوحدة لكل المجتمع، فمبروك لهم هذا الفوز والإنجاز.

دورة الخليج كان فيها الإخوة اليمنيون في غاية الروعة التي بدأت من الجمهور بطل الدورة الذي تابع وشجع كل المنتخبات بروح رياضية، وكأن حال لسانه يصرخ بالقول الصريح معلنا براءته من أحداث العنف والحروب الأهلية التي دارت رحاها في اليمن السعيد لسنوات وسنوات خاطفة معها آلاف الأرواح من أبناء صنعاء وعدن، ليعلن وحدته عبر مهرجان الرياضة.

الرسالة الأخرى التي انطلقت من قلب اليمن بمبادرة تنم عن محبة أهل سبأ لأهل الكويت، وذلك بإطلاق اسم الشهيد فهد الأحمد على الدورة عرفانا لما قدمه لدورات الخليج وما مثله الشهيد للرياضة الخليجية.

المحطة الرائعة الأخرى لهذه الدورة كانت القنوات الرياضية التي وحدت المشاعر فكانت مثال الإعلام النزيه الملتزم، فكل محطة التزمت بالإثارة الموضوعية،والخاسر هنأ الفائز، بل كل ضيوف تلك القنوات التف حول منتخب الكويت حبا لأهل الكويت باستعادة أمجادها لاسيما أنها فاكهة دورات الخليج.

في هذا الأسبوع أيضا خطفت دولة قطر أنظار العالم بتقديم ملف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وهو عمل يدل على الحرفية التي امتزج فيها الخيال مع الواقع لتفوز بتنظيم الاحتفالية العالمية، وبإنجاز الشباب هذه المرة مدعوما من الكبار، فمبروك لشباب قطر الذين أعطوهم الكبار الثقة فكانوا أهلا لها.

الدروس والعبر من أحداث هذا الأسبوع وزعت أدوارها على النحو التالي:

- الإبداع والإيمان بقدرات الشباب... دولة قطر.

- الإيثار والتعاون والإخلاص... شباب الكويت.

- الروح الرياضية... جمهور اليمن.

- المهنية والالتزام... القنوات الرياضية.

- التسامح وحب الخير... كل الخليج.

أخيرا يودعنا هذا الأسبوع رياضياً على أفراح لم نعتدها منذ زمن طويل لندخل في سنة هجرية جديدة، نتمنى أن تتوحد فيها قلوب أهل الخليج من خلال اجتماع ملوكنا وأمرائنا وشيوخنا على ما هو خير لأبناء المنطقة، لمزيد من اللحمة الخليجية، وبمنظومة التكامل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

ودمتم سالمين.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة