منظور آخر: صرعات الحجاب!

نشر في 25-02-2011
آخر تحديث 25-02-2011 | 00:01
 أروى الوقيان أصبح الحجاب في الفترة الأخيرة صرعة جديدة قابلة للتجديد دوما، حيث إنني خلال سنوات عمري المنصرمة شهدت تغيرات عديدة عجيبة غريبة على الحجاب، فهناك النوع المحترم الذي لا يحيد عن الألوان الأساسية البعيدة عن البهرجة، وتحرص مرتديته على تغطية الشعر كاملا مع اللبس المحتشم، ولها مني كل الاحترام على تحملها مسؤولية الحجاب واحترامه، وهناك من تلبس لبسا عاديا لا يلفت النظر ولكنها لا تمانع الألوان في الحجاب، وهي ضمن القائمة المحترمة.

وبعد ذلك فاجأتنا صرعة «حجاب بوتفخة» الذي بدأ «بقوطي روب» إلى «الشباصة الموردة» إلى أن أصبحت زحمة «شباصات» توضع تحت الحجاب، لتصبح مشروع حديقة إن صح التعبير، مع عباية مخّصرة في الغالب، أو لبس ضيق جدا يكشف جميع مفاتنها، ولست أعرف أين الحجاب؟! قد يكون الحجاب في هذه الحالة ما تم حجبه من الشعر تحت هذه «الشباصات» والله أعلم!

وظهرت بعد ذلك صرعة الحجاب «بو ماشتين» من الجوانب، وكأنه حجاب من نوع حربي، وفيه «تفخة» من الوراء تظن للوهلة الأولى أن من ترتديه ستخوض معركة، وحصنت نفسها «بالتفخة والماشات» لتحمي نفسها من خطر الوقوع على الإسفلت، وحمت رأسها بكثير من الأحمال حتى لا تقع وتفقد الذاكرة أو تصاب بارتجاج في المخ.

وهناك نوع غريب عجيب شاهدته في الأسواق منذ فترة تباع معه «قذلة»، ولمن تشتريه الحق أن تختار أي لون «للقذلة»، وهذا الحجاب المخادع الذي يغري الناس بشعر أشقر أو أسود ناعم، هو في الأصل مشروع «باروكة» مصغر، وضع في مقدمة الحجاب، بالإضافة إلى الحجاب الضيق «السترش» الذي لا ضرر فيه إلا في حالة واحدة حين يلبس مع ملابس ضيقة جدا لونها «بيج» كلون الجلد، فتشعر أن من تلبسه مخلوق من كوكب آخر جاء ليحتل الكرة الأرضية.

وهناك الحجاب «الريشي» وهو الذي ينتشر في أطرافه الريش، وتظن أن من تلبسه كانت دجاجة، وتحولت بقدرة قادرة إلى امرأة محجبة، حتى أني في إحدى المرات كنت أظن أن هناك دجاجة تعبث في رأس من أمامي في السيارة، ولكنني استغربت من هدوء هذه المرأة، وحينما اقتربت اكتشفت أنه حجاب ريشي مع «تفخة» مما جعل شكل هذه المرأة كدجاجة «منتفة»، ناهيك عن الأنواع الأخرى كحجاب «بو كاب» الذي يكون غالبا مع قبعة مما يوحي بأن من تلبسه عالمة آثار، ولكنه علم محبب لي ولست أحتج عليه، بيد أني أشعر أن من تلبسه عليها مهمة شاقة في التنقيب عن الآثار علها تجدها تحت الرؤوس المنتفخة تحت الحجابات.

أصبح الحجاب عادة أكثر منه ديناً لدى البعض، وإجبار الأهل أو الزوج المرأة على ارتدائه حال دون احترامها، فهي غير ملومة إن كان مفروضا عليها؛ لذا فإنني أرسل رسالة استعطاف للأهل والأزواج: أرجوكم لا تجبروهن على الحجاب إن لم يكن مقتنعات به، لأنهن شوهن مظهره بهذه الصرعات الغريبة والمخيفة والمهينة لمبدأ الحجاب نفسه.

قفلة:

نحتفل بالأعياد الوطنية الجميلة لبلدنا الجميل في هذه الأيام، وقلوبنا رغم الفرحة تغص خوفا من حوادث السير التي تحول دون فرحتنا بهذه المناسبة، وتعرض الناس للإصابات بسبب طيش الشباب والمراهقين الذي يحول هذه المناسبة السعيدة إلى يوم تعيس في حياة المحتفلين، أتمنى أن نحتفل بشكل حضاري أكثر لا يثير الغضب أو الإيذاء للغير.

back to top