العناد مذموم إلا في بعض الحالات الاستثنائية، وعادة ما يأتي بنتائج عكسية على صاحبه يكون ضررها أكبر بكثير من اختيار طريق التأني والتوافق مع الوضع القائم ومحاولة امتصاص ما عند الطرف الآخر من انفعال واندفاع.

العناد السياسي هو أشد أنواع المعاندة ضرراً، وأكثرها تسبباً في الخسائر؛ فقد يتخذ أي طرف سياسي موقفاً حاداً وباستعجال ظاهر دون دراسة للعواقب والنتائج خوفاً من أن يقال عنه إنه تراجَع أمام خصمه وضعف عن مواجهته فتكون النتيجة فشلاً ذريعاً يُسجَّل عليه ونصراً سهلاً يُسجَّل لخصمه، وهذا في رأيي ما فعلته الحكومة في قضية استقالة وزير الداخلية، فالرجل حالما تكشفت له الحقيقة وعلم بالورطة التي وضعه فيها بعض مسؤولي «الداخلية»، وتأكد من زيف البيان الذي قدم إليه وتلاه في قاعة عبدالله السالم أمام نواب الأمة بادر بتقديم استقالة مسببة، وأعلن تحمله المسؤولية السياسية تجاه ما حدث، وكان الأولى بالحكومة أن تحقق له شرف ذلك الموقف الشجاع لا أن تدفعه إلى مواجهة مجلس الأمة وتعطي لخصومه السياسيين فرصة ذهبية للإطاحة به، وقد تسلحوا بكل الحقائق الدامغة، التي تكشفت للناس جميعاً.

Ad

إن الوقت مازال فيه متسع مادام المجلس قد قرر أخذ إجازة لمدة شهر، فبإمكان سمو رئيس مجلس الوزراء أن يعمل على النظر في الموضوع ويجد الحل المناسب له، فالبلد لا يحتمل مزيداً من المواجهات السياسية التي ستشغل الجميع عن تحقيق الأهم والمفيد للمواطنين، ولعل الاقتراحات التي تقدم بها كثير من الكتاب وأعضاء مجلس الأمة بشأن التعديل الوزاري في محلها، ولها وجاهتها، فتدخل الحكومة بعد العطلة بتشكيلة قد تنزع كثيراً من فتائل القنابل الموقوتة.

***

المكرمة الأميرية أدخلت البهجة والسرور في قلوب المواطنين، وهي ليست أمراً غريباً على صاحب السمو الأمير، والأجمل أن تأتي هذه المكرمة في أيام أفراح الكويت بأعيادها الوطنية، يوم الاستقلال، ويوم التحرير، ويوم تولّي صاحب السمو قيادة هذا البلد العزيز الكريم.