الطلبة المبتعثون في الخارج لـ الجريدة•: قلة أعداد موظفات «التعليم العالي» تؤخر معاملاتنا
علاقة عكسية بين أعداد المراجعين والموظفات... وطلبة أميركا أكثر المتضررين
عانى الكثير الازدحام الخانق في الأيام الفائتة في فترات التقديم على بعثات وزارة التعليم العالي، بالإضافة إلى فترات التسجيل للالتحاق بالدراسة على الحساب الشخصي في وزارة التعليم العالي، كما شكوا قلة الموظفين بالوزارة وبطء الإجراءات وقصر وقت المراجعة.
في تبعات نشر "الجريدة" لتقرير عن نقص الكوادر الشديد الذي تعانيه وزارة التعليم العالي، انتقد عدد من الطلبة المراجعين للوزارة في الوقت الحالي هذا النقص بشده، مضيفين أن البعض منهم "يهوّن" عن التقدم بطلب الالتحاق في بعثة خارجية بسبب الازدحام الشديد داخل أروقة مباني الوزارة، فضلا عن عدم وجود عدد كاف من الموظفات.ففي مثل هذا الوقت سنويا، يترقب خريجو الثانوية العامة اعلان التعليم العالي فتح باب التقديم للبعثات، ليسارعوا بدورهم إلى الوزارة معتمدين على الأوراق الرسمية المطلوبة منهم للتقديم، ولكن سرعان ما يفاجأوا بمدى البيروقراطية وتأخير المعاملات، واحيانا سوء المعاملة من قبل الموظفين في الوزارة، وذلك نتيجة الضغط والازدحام الكبيرين في الوزارة، في مقابل عدد لا يتجاوز أصابع اليد من الموظفات، رغم انتقال الوزارة من منطقة شرق إلى المنطقة الحرة قبل سنوات بهدف زيادة اعداد المباني وتوسعة الإدارات التابعة للوزارة.ومع كثرة المراجعين في السنوات الأخيرة، أكّد عدد من الموظفات لـ"الجريدة" اللائي رفضن ذكر أسمائهن أن العلاقة بين أعداد المراجعين والموظفات أصبحت عكسية، فأعداد المراجعين تتزايد سنويا، بينما اعداد الموظفات تقل مع هذه الزيادة، مرجعين الأمر إلى أن عددا كبيرا من الموظفات قدمن استقالاتهن من الوزارة في إعلان صريح لعدم قدرتهن على تحمل هذا الضغط الكبير."الجريدة" تجولت في مباني وزارة التعليم العالي، وقابلت عددا من الطلبة الذي تحدثوا عن سوء المعاملة احيانا من قبل الموظفات، ومن قلتهن احيانا أخرى، فضلا عن ضيق وقت المراجعة المعلن عنه وهو سبب آخر للمشكلة بحسب رأي المراجعين.في البداية، أكّد الطالب في إحدى الجامعات بجمهورية مصر العربية محمد أحمد أنه يراجع الوزارة منذ ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة يرى بعينه تزايد المراجعين سنويا مع نقصان شديد في اعداد الموظفات، مما يؤثر سلبيا في نفسياتهن التي يقابلن بها الطلبة. وأضاف أحمد أن مراجعاته للوزارة بشكل دائم كانت بسبب كثرة قرارات الوزارة، كسحب الاعتراف والاعتماد الاكاديمي أو تغيير شروط الدراسة، موضحا أنه لا يأخذ المعلومات إلا من الوزارة وهي المعنية بهذا الأمر فيضطر الى تحمل "النفسية المشينة" من قبل بعض الموظفات، مطالبا في الوقت نفسه بتفعيل دور إدارة العلاقات العامة للإعلان بشكل مباشر عن القرارات التي تصدر من الوزارة.من جانبه، قال الطالب المبتعث إلى الولايات المتحدة الأميركية جمال الشمري: "قلة أعداد الموظفات خاصة المعنيات باستقبال الطلبة المبتعثين إلى اميركا يؤدي الى تأخر المعاملات بشكل غير معقول"، مضيفا أنه من غير المعقول تخصيص ثماني موظفات فقط لمتابعة أكثر من 600 طالب، هذا إضافة الى ضيق المكان وازدحام الطلبة من الدول الأخرى.ثلاث ساعاتورأى حيدر أشكناني وهو مبتعث إلى أميركا أنه لا يعتمد على الوزارة بتاتا لإتمام إجراءات القبول مع المرشدة المخصصة له من قبل الوزارة لعلمه ببطئها، وأرجع سبب بطء الإجراءات الى قلة الموظفات في الإدارة، فضلا عن رفضه فكرة وجود المرأة للعمل في مثل هذا المجال، متمنيا وجود كوادر من الرجال لمعرفتهم كيفية التعامل مع تلك الازدحامات، إضافة الى تأكيده أنه من غير المنصف تخصيص ثلاث ساعات فقط للمراجعين داخل المباني لاستيعاب الأعداد وتخفيف الضغوط.أما الطالبة أسيل أسيري وهي ترغب في التقديم لبعثة من احدى شركات البترول، قالت إن سوء معاملة الموظفات جعلتها تنتقل من مبنى الى آخر بسبب عدم رغبة البعض منهن في تخليص المعاملة وكل واحدة تلقيها على الأخرى.واقترح الطالب خالد العنجري المبتعث إلى الولايات المتحدة على الوزارة أن تخصص أياما خاصة لكل دولة للتسهيل على الموظفات لإتمام عملهن ومساعدتنا لأنه لا يرى أي تقصير منهن ولكن يرجو وجود حل جدي ومجدٍ من الوزارة.