فاجعة المطيري... وضحايا البنك الدولي!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
***ما حدث في تونس من ثورة شعبية أطاحت بأحد رؤساء مدى الحياة الكُثر في الشرق العربي هو حدث كبير سيغير شكل نظم الحكم فيها على المديين القريب والمتوسط، ولن يطول على المدى البعيد كما يأمل البعض، المهم من عبر الحدث أن ما سيتم من تغيير سيكون مرتكزاً على قضايا اقتصادية ومطالب معيشية، ولذلك فإن اندفاع أنظمة الحكم وخصوصاً في الدول العربية غير النفطية إلى التحالف مع رجال المال والأعمال في ثنائية «السلطة-المال» بغطاء وتبريرات برامج البنك الدولي لعلاج الاقتصاد الوطني فيها سيكون موضع مقتلهم.البنك الدولي دمر بتوصياته وضغوطه منظومات اجتماعية متكافلة في عدة دول، وكان يعطي بيانات وتوصيفات اقتصادية إيجابية لتونس وغيرها، بينما الواقع كان مخالفاً، كما بقية نماذج البنك الدولي في أيسلندا وأيرلندا وغيرهما التي انهارت أو تعاني مشاكل جدية، الدفع إلى الخصخصة وإطلاق آلية السوق المتهورة في بيئة فاسدة أو بدون تشريعات شاملة لحماية المجتمع وتوفير العدالة الاجتماعية ومحاربة الفاسدين تكون نهايته الانهيار الذي يولد حالات الإفلاس والثورات، وهذا ما تتكون نواته- منذ سنوات- في عدة دول عربية تغلي شوارعها الآن بانتظار لحظة الانفجار، بينما رجال المال المتحالفون مع السلطة وواجهتها يتحدثون عن المشاريع والتنمية والمستقبل الوردي الذي يرونه من خلال زيادة ثرواتهم ومواقع قصورهم، وتسوقه آلتهم الإعلامية الضخمة الممولة من المستفيدين من التحول الاقتصادي المنفلت في بعض الدول العربية، وهم يصورون كل من يعارضهم بأنهم «ديناصورات»، وكل من يطرح نموذجاً اقتصادياً مختلفاً بأنه مهلوس فاشل، ولا مجال للحديث عن الديمقراطية الاجتماعية أو الاشتراكية الاجتماعية بنماذجها المشرقة في السويد ودول أخرى، بل المطلوب هو مسار واحد هو توصيات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تمكنهم من ثروات بلدانهم، وكانت تونس إحدى ضحاياه... والبقية تأتي!