في كل مرة أركب فيها الطائرة إلى القاهرة أشعر بمشاعر غريبة، في المرة الأولى كنت متحمسة وفي الثانية متخوفة وفي الثالثة مترقبة وهذه المرة الرابعة شعرت بقلبي ينقبض وكأن سكينا يغرز في صدري!

Ad

في المرات السابقة كنت أقوم بخطوات التقديم للدراسات العليا، وفي كثير من الأحيان كان ينتابني الغضب وأحيانا الحماس لخطوتي في إكمال هذا المشوار الذي كان حلما قديما مللت من تأجيله لأسباب خارجة عن إرادتي.

واليوم حين بدأت العملية تصبح «أكثر واقعية» أجدني أتألم أكثر من أي وقت مضى، ففي كل مرة أغترب فيها وأسافر لأحقق هذا الحلم أشعر بانقباض غريب وأنا خارج حدود وطني الذي أعشقه، وأتمنى لو تقصر المدة، ولكني لا أجد سوى الإحباط في طريقي، فعلى الرغم من تشجيع الأهل والأصدقاء فإنني محبطة لسبب بسيط هو أنني وددت لو أكمل مشواري العلمي في وطني الذي حرمني حق إكمال دراساتي العليا في مجال الصحافة والإعلام بشكل عام.

سنوات كثيرة مضت وأنا أنتظر أن يفتح مجال الدراسات العليا للإعلام، ولكني أنتظر دون جدوى، سنوات كثيرة مضت وهذا القسم منسي، وأنا رغم كل شيء لا أقوى على فراق الكويت لأسبوعين، وأحب عملي بشكل غريب، وأجدهم لا يقدمون لي العون في تحقيق طموحاتي.

سنوات تسع كنت أنتظر فيها أن تتاح لي فرصة الدراسة في الكويت وفي كل مرة أسمع أنهم لا يفكرون حتى في هذا الأمر، فجامعة الكويت لم تتح الفرصة لخريجي كلية الإعلام لإكمال مشوارهم في الكويت، فعليهم الاغتراب لتحقيق هذا الطموح.

نحن على أعتاب 2011 والعصر أصبح عصر الإعلام من دون منافس، فلا تجد بيتا يخلو من صحيفة وتلفزيون ناهيك عن الإنترنت والصحف الإلكترونية والمدونات التي اكتسحت العالم بأجمعه.

ونحن هنا مازلنا نتعثر ببيروقراطية عقيمة وأفكار بالية غير قابلة للتطور، والشارع الكويتي وأعضاء المجلس في حالة جدال عقيم لأمور طائفية، قبلية تافهة دون أن تحقق لنا أي إنجاز يذكر في مجال التربية والتعليم على سبيل المثال، ولكننا نسمع بهذه الخطط في حملاتهم الانتخابية فقط وتتلاشى هذه الوعود سريعا كخيط دخان رفيع في وسط عاصفة.

واليوم وأنا هنا خارج نطاق وطني, سأعود بعد تسعة أيام قضيتها بألم كبير لا أملك له علاجا، لأني في أول مرة أشعر بغصة في تحقيق أحد أحلامي.

قفلة:

أجادت وزارة التعليم العالي في الكويت في زيادة هذا الألم باستقبالهم الرديء ومعاملتهم الجافة وإجاباتهم المتناقضة في أثناء مراجعتي لهم أنا وغيري، فإلى متى نعاني هذا التخلف في واحدة من أهم وزارات البلد، وفي وطن أسبغ الله عليه نعماً كثيرة أجاد الغير إهدارها.