الخليج بين إشراقة وإخفاقة

نشر في 16-04-2011
آخر تحديث 16-04-2011 | 00:00
 أ.د. غانم النجار لعله من أبرز تداعيات حركة التغيير العربية بزوغ نجم منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، سواء كمنظومة أو كدول على انفراد على الساحة السياسية الإقليمية، لم تقتصر على إقليمها الخليجي جغرافيا.

دول مجلس التعاون لأول مرة تتحرك بصورة مبادرات ظاهرة مالئة فراغاً سياسياً لم يكن يملأه أحد. وبغض النظر عما إذا كان الحراك الرسمي الخليجي سلبياً أو إيجابياً، وسواء أكان داعما للحراك الشعبي العربي المتجه إلى الانفتاح السياسي وإسقاط الأنظمة الدكتاتورية، أم كان مناهضاً للتغيير ومعارضاً لإسقاط نظام هنا أو نظام هناك، فإنه لا جدال في أن مجلس التعاون ودوله قد صارا يحسب لهما حساب في التأثير على مجريات الأحداث بصورة غير مسبوقة. شاهدنا ذلك في أحداث تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وعمان وأخيراً المشهد السوري.

بالطبع فإنه يلاحظ أيضاً على الحراك الرسمي الخليجي عدم التزامه بمسطرة واحدة، إنسانية، أو ديمقراطية، أو سياسية، ولكنها مقاييس متغيرة تتعامل ببراغماتية شديدة، وتتعاطى مع السياسة بجانبها المصلحي البحت وتنتقل على عدة مستويات، الإقليمي والخليجي والدولي، دون تردد ودون تحفظ معهود ومعتاد.

وبغض النظر عن موقفنا من ذلك الحراك الرسمي الخليجي، والذي نتفق مع بعضه ونختلف مع بعضه، فإننا أصبحنا اليوم نتعامل مع منظومة خليجية مختلفة عن تلك التي عهدناها قبل يناير 2001، وهي في بعض منها جوانب إيجابية إن تم تطويرها وترسيخها بشكل يختلف عن الجانب المصلحي البحت والقاضي بالحفاظ على أمن واستقرار حكومة المنظومة الخليجية فحسب.

ولئن كانت المنظومة الخليجية قد حققت نجاحاً ملحوظاً على الساحة السياسية، وفرضت نفسها كمنظومة فاعلة لا يمكن الاستغناء عنها في إطار حركة التغيير العربية الحالية على المدى القصير، فإنه قد آن الأوان أن تدرك دول الخليج أن عليها أن تبدأ بإصلاح ذاتها داخلياً، وأن تأخذ موضوع الإصلاح السياسي الداخلي على محمل الجد، وألا تركن إلى الحلول الأمنية والاعتقالات لأصحاب الرأي التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة، وأن تحارب الفساد المستشري، وأن ترسخ دولة القانون، والمشاركة السياسية، والمساواة واحترام حقوق الإنسان.

بدون التعامل مع المأزق السياسي بهذه الصورة الشاملة فإن استقرار وأمن دول الخليج معرض مثل غيره لهزات قد يكون التعامل معها متأخراً، وقد تضيق حينها الخيارات وتنتفي البدائل.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top