للياسمين جمر...

Ad

للياسمين شوك قاتل...

للياسمين صوت لا يحمل العطر دائما، فقد يحمل صوته رعد يصم الآذان،

يتحصّن الياسمين بملمسه المخملي، ولكن هذا الملمس المخملي قد يتحول إلى أسلاكٍ شائكة، أسلاك قد تلتف حول أعناق وأيادٍ امتدت محاولة خنقه.

يتحول الياسمين أحيانا بتحريض من الصباح المنتظر إلى زلزال يلتهم الأقدام التي آمنت بأنها هي من يمسك بلجام الطريق، وهي من يرسم معالمه، ويضع حدود أرصفته، ويختار حتى لون الأشجار على جانبيه، بل وهوية المشاة وملامحهم!

جمر الياسمين على خلاف عطره، يتخطى حدوده الجغرافية، ويسافر أبعد من حلم «الجنايني» الذي غرسه، وأبعد من أسوار حديقته، يعبر البحور والصحارى ليختار محطته التالية، رغما عن حرس الحدود، ورجال الأمن، وأجهزة المخابرات، وأعين المخبرين السريين، ليشعل النار العطرة بالغصون اليابسة، والجافة، والأعشاش التي هجرها الحمام،

وحروق جمر الياسمين لا تصنّف بدرجات متفاوتة، فجميع حروقه من الدرجة الأولى.

كل من إكتوى بجمر الياسمين قال: الآن فهمت!

إلا أن هذا الفهم يأتي دائما بعد الأوان!

لجمر الياسمين شمس لا تشبه أي شمس أخرى، فشمس الياسمين تشرق من غرب الجهات، ومن ثم يتخذ سناها خط سير باتجاه الشرق بسرعة تفوق قدرة النظر على الاستيعاب، الأغرب من ذلك أنه ليس لهذه الشمس من مغيب، فحين تولد لا تموت، ولا تختبئ وراء هيبة البحر، ولا تحتمي أشعتها خلف جدار صخري أو ظهر جبل.

لجمر الياسمين سطوة طاغية ليس في الحب وإنما في الثأر،

لجمر الياسمين فرشاة تحوّل خدود الوردة الناعمة من بيضاء كالحليب إلى حمراء كالدم، ويخطئ قراءة ذلك اللون الكثيرون، إذ يعتقدون أنه صفحة من دفتر الخجل، وليس سفرا من كتاب الغضب.

يا بهية خبّريني

عن ثار وعودك

وثورة وردك

وجمر الياسمين

وشلون...

أحرق لهيبه

في لحظة عجيبه

اللي قتل ياسين

وشلون

شال فوق عبيره

أماني كبيره

واحلام صغيره

رسمها الطيبين

يا بهيه

خبريني

أبعرف

وشلون خلقتي

في ليل هادي

صباح ينادي

ونادي

بعد الجفاف سنين

وشلون...

قوليلي

قادت دموعك

شموعك

ومن بين ضلوعك

ضويتي قمره

وزهّرتي الأنين.

وشلون يا بهية

جرحتي

وفضحتي

وطرحتي

من عود برتقالك

سلال النشالين.