في أول تصريح واضح وقاطع يصدر عن قيادي في الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم في مصر، أكد أمين الإعلام في الحزب علي الدين هلال أمس أن الرئيس حسني مبارك هو مرشح الحزب "الوطني" للانتخابات الرئاسية المقبلة، مضيفاً أن "هذه هي إرادة كل قيادات الحزب".

Ad

وأوضح هلال أن عملية الترشيح لن تتمّ إلا قبل شهر أو شهرين من الانتخابات التي لم يتحدد موعدها بعد، ولكن من المتوقَّع أن تُجرى في النصف الثاني من العام المقبل.

جاءت تصريحات هلال في اتصال هاتفي مع وكالة "رويترز" للأنباء، سبقها بتصريحات مماثلة لفضائية "الحرة"، الأمر الذي يعد أقوى مؤشر على مشاركة مبارك في الانتخابات الرئاسية بعد شهور من الجدل السياسي والإعلامي في مصر بشأن اسم مرشح الحزب الحاكم، وبخاصة بعد إجراء مبارك (82 سنة) عملية جراحية في مارس الماضي، لاستئصال الحويصلة المرارية، ووسط هجوم من القوى المعارضة تحت عنوان توريث مبارك الحكم لنجله جمال.

كما تأتي تصريحات هلال في وقت صعَّدت المعارضة المصرية هجومها على ما تسميه "سيناريو التوريث" محذرة من سعي بعض قيادات الحزب الحاكم إلى الدفع باسم جمال مبارك مرشحاً للحزب بدلاً من مبارك الأب.

يُذكر أنه لم يصدر عن مبارك الأب وقيادات الحزب الحاكم ما يشير صراحة إلى طرح اسم جمال كمرشح للرئاسة، وظلت المسألة حكراً على المعارضة، التي تؤكد أن هناك نية مبيتة لذلك وأنها ترفضها.

يُشار إلى أن الرئيس مبارك فاز في أول انتخابات رئاسية شهدتها مصر سنة 2005، وجاء المعارض أيمن نور زعيم حزب "الغد" وصيفاً له بفارق كبير.

ولا تزال قوى الحراك السياسي من جانبها ترفع مطالبها بشأن تخفيف شروط الترشح للرئاسة والسماح لشخصيات عامة بخوض المنافسة، مثل المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، والقيادي الناصري حمدين صباحي، وغيرهما ممَّن لا تنطبق عليهم شروط الترشح، وهي أن يكون المرشح قيادياً في الهيئة العليا لحزب سياسي، أو أن يحصل على توقيع 250 نائباً في البرلمان المصري بغرفتيه (الشعب والشورى) والمجالس المحلية، وهي مجالس يسيطر على أغلبيتها الحزب الحاكم.