استنكر المنسق العام لـ"الجمعية الوطنية للتغيير" حسن نافعة الحملات التي تدعم جمال مبارك مرشحاً لمنصب رئيس مصر في الانتخابات المقبلة، معتبراً أنها الطوفان الذي يريد النظام أن يغرق فيه تيار التغيير المتنامي في المجتمع المصري.

Ad

وقال نافعة في حوار مع "الجريدة" إن الحزب الحاكم في مصر يتآكله صراع بين فريقي مبارك الأب ومبارك الابن، وإن أحزاب المعارضة أصبحت كيانات لا يمكن أن يُعوَّل عليها، وفي ما يلي نص الحوار.

* كيف تقيم تجربة الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك مرشحاً لمنصب الرئيس، هل قادرة على النجاح في تمريره رئيساً لمصر؟

- أعترض أولاً على تسميته "شعبياً" لأن المصطلح لابد أن يصاحبه تبني مؤسسات سياسية أو نشطاء أو أحزاب لكي يكون "شعبياً" فعلاً، وأن تكون مؤيدة له وهو ما لم يحدث حتى الآن، الأرجح أن هذه الحملة موصى بها من قبل أوساط سياسية تريد الترويج لجمال مبارك مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وتريد أولاً أن تختبر هذه الطريقة، وأن تكتشف رد فعل الناس والقوى السياسية تجاه هذا التوجه.

• إذن الحزب الحاكم هو الذي يدعمها دون أن يعلن ذلك صراحة أليس كذلك؟

المؤكد أنه لا يعترض على وجودها، بدليل عدم إزالة ملصقاتها، وعدم التعرض لأي من أعضائها، على العكس، يتعرض نشطاء "الجمعية الوطنية للتغيير" لمضايقات أمنية شتى، ويتم التعامل معهم بطريقة غير لائقة، لكن انظر- مثلاً- إلى العدد الهائل من الحملات التي تتضامن مع جمال مبارك، إنهم يغرقون البلاد فيها لإثارة أكبر قدر من الضبابية حول فكرة الحملات والمرشحين، كأنهم يريدون أن تتوه قضية التغيير وسط طوفان الحملات المتلاحقة.

• في حالة إجراء انتخابات حرة نزيهة... كثيرون الآن في أوساط الحكومة باتوا يتوقعون نجاح جمال مبارك، ماذا تعتقد أنت؟

كل التوقعات تقول إنه ما لم يتمكن جمال مبارك من الوصول إلى كرسي الرئاسة في حياة والده فإنه لن يتمكن من تحقيق ذلك أبداً، وهذا ما يزعج رجال الأعمال، خصوصا المقربين منه، الذين يعتبرون وصول جمال إلى السلطة فرصتهم الوحيدة للحفاظ على امتيازات حصلوا عليها في غفلة من الزمن، لذلك يحاولون التعجيل بموعد انتخابات الرئاسة، لتكون في أقرب وقت ممكن، لكننا نلمس صراعاً- يبدو حتى الآن مكتوماً- داخل الحزب حول المرشح الرئاسي في الانتخابات المقبلة، للأسف انهم منقسمون إلى فريقين، الأول يفضِّل الابن والثاني لايزال يحتفظ بولائه للأب.

• تبدو السياسة المصرية كأنها خالية من الحياة الحزبية، كيف ترى حصة الأحزاب المصرية من الحراك الجاري الآن؟

حصة هزيلة على كل حال، بعض الأحزاب السياسية التي حصلت على التراخيص خلال السنوات الـ30 الأخيرة كيَّفت أوضاعها، بحيث أصبحت جزءاً من النظام، وبالتالي لم تعد أحزاباً معارضة، بدليل أنها تعاني الأمراض التي يعانيها الحزب "الوطني" ذاته، أحزاب لا تعرف الانتخابات منذ تأسيسها، وغير قادرة على تجديد دمائها أو كوادرها بسبب الحصار الذي تفرضه الدولة عليها، أحزاب ارتضت بإصدار الصحف واتخاذ مقار لها لكي يقوم النشطاء فيها بوظائف سياسية أقرب إلى العمل الإداري، هذه الأحزاب لا يعوَّل عليها أبداً في إحداث الحراك السياسي، وبالتالي رأى الحزب الحاكم ضرورة أن يتخلص من مقاعد الإخوان في مجلس الشعب، وأن يوزع الحصة على هذه الأحزاب التي تقبل أن تلعب دوراً في تخريب الحراك السياسي الذي تقوم به "الجمعية الوطنية للتغيير"، لذلك نحاول مد جسور الثقة والتعاون مع الأحزاب كافة، حتى يكون هناك موقف استراتيجي موحد في مواجهة الحزب الحاكم.