حسابات الحقل والبيدر!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
هناك جهة غير معروفة, يُعتقد أن من بينها «الإخوان المسلمين», بدأت تضع العراقيل أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والواضح أن هذه الجهة مصممة على إشغال هذا المجلس ببعض المعارك الجانبية لاعتقادها بأن الدور الذي بات يقوم به الجيش المصري بعد «ثورة الشبان» جاء امتداداً لانقلاب الضباط الأحرار في عام 1952، وأن هذا الجيش سيواصل ترسيخ النظام العلماني الذي أسسه هذا الانقلاب، وتواصل ترسيخه في عهد جمال عبدالناصر وعهد أنور السادات، وفي هذا العهد الأخير الذي أطيح به، أي عهد حسني مبارك. وما جعل المستقبل القريب في مصر في ضوء هذه المستجدات كلها أكثر ضبابية هو أن الحركة الشبابية نفسها غدت مجموعات مختلفة وفرقاً وتيارات متباعدة لكل تيار تطلعاته الخاصة، وهذا يعني أن الاستقرار المنشود قد يستغرق عامين أو أكثر، وذلك مع أن هناك معلومات تشير إلى أن أمين الجامعة العربية عمرو موسى هو الأوفر حظاً بين الذين سيتقدمون لخوض المعركة الرئاسية، مما قد يختصر فترة عدم الاستقرار هذه المتوقعة والمشار إليها.هذا بالنسبة إلى مصر وتونس أما بالنسبة إلى ليبيا فإن كل التقديرات الواقعية تجمع على أن حسم الأمور لن يكون سهلاً ولن يكون بالسرعة التي كانت متوقعة في البدايات، والأسباب هي أن الانتفاضة تأخرت في أن تفرز قيادة لها توحد كلمتها وتجمع صفوفها وتخطط لعملياتها وتحركاتها اليومية، وأن القذافي سارع إلى استخدام الأموال الهائلة التي يحتفظ بها لشراء المؤلفة قلوبهم ولتجنيد المرتزقة من الخارج، وأن مساحة ليبيا شاسعة، وأن المسافات بين مدنها واسعة، مما يجعل مسألة الحسم السريع غير ممكنة بل مستحيلة، ولهذا فإن الأنظار باتت تتجه الآن إلى اليمن السعيد، بعد أن بدأت حسابات البيدر تكذب حسابات الحقل في الدول الأخرى.