خامنئي يلتقي الحريري: يجب تعزيز علاقتكم مع نصرالله
رحيمي: إيران تثق بحكمة وحنكة الحريري وبقدرته على حلِّ المشكلات
التقى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، في ختام زيارته لطهران أمس، المرشد الأعلى علي خامنئي الذي أكد أن "المقاومة هي العنصر الوحيد الذي يمنع النظام الصهيوني من التقدم حتى بيروت".
اختتم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارته الرسمية لإيران أمس، بلقاء المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، الذي دعاه إلى "تعزيز العلاقات" بينه وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله".وقال خامنئي إن العلاقات بين الحريري ونصرالله "يجب أن تتعزز أكثر فأكثر"، مضيفاً: "طالما أن النظام الصهيوني قائم، فإن لبنان في حاجة إلى المقاومة". وتابع: "لو كان بمقدوره، لكان النظام الصهيوني تقدم حتى بيروت وحتى إلى طرابلس لتطويق سورية"، مؤكداً أن "المقاومة هي العنصر الوحيد الذي يمنع النظام الصهيوني".ورد الحريري بالقول إن "أي انقسام في لبنان يخدم مصالح إسرائيل"، مشدداً على ضرورة "تعزيز الوحدة الوطنية" في لبنان.محادثات ختامية وزار الحريري أمس، النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رحيمي وعقد جولة محادثات ختامية موسعة، جرى خلالها التوقيع على تسع مذكرات وبرتوكولات تعاون بين الدولتين.وعقد الحريري بعد المحادثات مؤتمراً صحافياً مع رحيمي الذي صرح: "نحن نقدر عالياً زيارتكم لإيران، ونحيي عالياً الجمهورية اللبنانية لأنها كسرت العدو، ونحن نعتز بلبنان وشعبه"، مشيراً إلى أن شرارة نار الأعداء وصلت اليوم إلى عالمين إيرانيين، والذي يدعي أنه ضد الإرهاب نرى كيف أنه يغتال الأبرياء".ورأى رحيمي "أن لبنان يوماً بعد يوم، سيكون أكثر تطوراً وفخراً، ولبنان واقف في الخطوط الأمامية، وهو منتصر دوماً"، وأضاف: "في ختام حديثي، أرى من واجبي أن أقدم جزيل الشكر إلى دولتكم وإلى الشعب اللبناني إلى الضيافة التي قوبل بها الدكتور أحمدي نجاد خلال زيارته للبنان، ولا يسعني هنا إلا أن أوجه شكري إلى معالي الوزراء الذين رافقوكم في هذه الزيارة".وهل إيران بصدد ممارسة الضغوط على "حزب الله" في ما خص تعزيز الاستقرار اللبناني، أجاب رحيمي: "إيران لا ترى أنّ المشاكل قد وصلت إلى هذا الحد في لبنان، ونحن نعتمد على حكمة وحنكة دولة الرئيس سعد الحريري لتطويق الأزمة اللبنانية الداخلية ونثق بقدرته على حل كل المشكلات، وبالتالي فإنّنا واثقون من أنّ كل المسائل الخلافية ستحل داخل الحكومة اللبنانية". وعن المحكمة الخاصة بلبنان، أوضح رحيمي أن "إيران تدعم وتريد كشف الحقيقة ولكن بمعناها الحقيقي، وتريد أن تبعد هذه المحكمة نفسها عن المهاترات"، مؤكداً في الوقت عينه أنّ بلاده "تقف إلى جانب الوحدة والاستقرار في لبنان، وترى وجوب أن يتحد كل الأفرقاء اللبنانيين، وأن تتحد كل الجهود الداخلية لحل كل الإشكالات".وفي ختام المحادثات، صدر بيان ختامي جاء فيه أنه "جرى بحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، ووقع الجانبان في هذه الزيارة تسع وثائق جديدة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والعمل والشؤون الاجتماعية والثقافية".وذكر البيان أنه "على ضوء الاهتمام السائد لتطوير وتوثيق العلاقات القائمة بين البلدين، أكد الجانبان عزمهما على توطيد هذه العلاقات بين الدولتين ومؤسساتهما، ومتابعة تنفيذ الاتفاقات التي وقعت أثناء زيارة الرئيس الإيراني لبنان، وكذلك زيارة دولة الرئيس الحريري لطهران". وأضاف البيان أن إيران "تدعم الوحدة الوطنية والاستقرار في لبنان واستمراره، وتشدد على صيغة العيش المشترك كنموذج لديمقراطية الوفاق في البلد"، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية "أبدت مساندتها الكاملة للدولة اللبنانية والشعب اللبناني وللمقاومة الوطنية والإسلامية اللبنانية في مواجهة العدو الصهيوني".وأضاف البيان: "تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضرورة انسحاب الكيان الصهيوني من كل المناطق المحتلة في لبنان، ومنها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر"، و"أبدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية استعدادها التام لوضع إمكاناتها وطاقاتها في شتى المجالات الفنية والهندسية والاقتصادية والزراعية تحت تصرف الدول الصديقة، ومنها لبنان.وذكر البيان أن "الجانب اللبناني يعرب عن تقديره لدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم تحقيق الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في لبنان، ويعرب الجانبان عن دعمهما للمسعى السعودي-السوري المشترك في هذا المجال". وأضاف أن الجانبين يساندان "تحقيق العدالة واكتشاف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وعدم الاستغلال السياسي للمحكمة". وذكر البيان أن "الجانب اللبناني يدعم حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، ويعارض سياسة المعايير المزدوجة والتمييزية في ما يخص الترسانة النووية وأسلحة الدمار الشامل للكيان الصهيوني، التي تشكل خطراً على السلام والأمن الإقليمي، وتدعو إلى شرق أوسط خال من السلاح النووي".