أحرز فريق الاتحاد السوري لقب كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اثر تغلبه على القادسية بالركلات الترجيحية 4/2، بعد أن انتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمواجهة التي أقيمت بينهما أمس على استاد جابر الأحمد الدولي بحضور ما يقارب 60 ألف متفرج بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، تقدم للقادسية حمد العنزي في الدقيقة 29، ثم تعادل للاتحاد طه ذياب في الدقيقة 51.

Ad

هجوم للأصفر ودفاع للاتحاد

لعب مدرب القادسية محمد إبراهيم بطريقة 4/2/3/1 بتشكيل يتكون من نواف الخالدي لحراسة المرمى وعامر المعتوق ومساعد ندا وحسين فاضل ومحمد راشد لخط الدفاع وجهاد الحسين وطلال العامر وفهد الأنصاري وعبدالعزيز المشعان لخط الوسط، وبدر المطوع وحمد العنزي لخط الهجوم، بينما لعب مدرب الاتحاد الروماني فاليرو بطريقة 4/5/1، لتأمين الجانب الدفاعي.

وجاء الشوط الأول من المواجهة جيد المستوى، وكانت فيه الغلبة لمصلحة الأصفر الذي سيطر لاعبوه على مجريات الأمور في أغلب الفترات، في حين لم يقدم لاعبو الاتحاد العرض المنتظر منهم وتراجعوا كثيراً إلى الخلف، وجاءت البادرة الهجومية الأولى من جانب مساعد ندا الذي سدد في الدقيقة الثالثة من ركلة حرة مباشرة في يد الحارس خالد حاج عثمان، في حين انتظرت الجماهير 14 دقيقة كاملة كي يصل الأصفر إلى المرمى مجدداً عن طريق فهد الأنصاري الذي أطلق قذيفة مدوية تصدى لها الحارس السوري بصعوبة، وفي الدقيقة 29 احتسب حكم اللقاء السعودي خليل الغامدي ركلة حرة مباشرة من الناحية اليسرى نجح نواف الخالدي في إبعادها بعد تنفيذها إلى حدود منطقة الجزاء، ليستحوذ المتألق عبدالعزيز المشعان على الكرة وينطلق ماراً كالسهم من طه ذياب، ثم يمرر تمريرة حريرية إلى حمد العنزي الموجود في الناحية اليسرى، والذي لعب الكرة بذكاء على يسار الحارس المتقدم محرزاً هدف الأصفر الأول لتهتز أرجاء الملعب فرحاً بهدف التقدم، وبعد الهدف بثلاث دقائق فقط انفرد بدر المطوع من الناحية اليمنى ساعياً إلى ضمان دخول الكرة في المرمى من خلال تسديدها في «السقف» لكنها ذهبت عالية وسط دهشة الجميع، ليشعر لاعبو الاتحاد بصعوبة موقفهم، ويحاولوا المبادرة بالهجوم وإن كان على استحياء، ففي الدقيقة 37 سدد طه ذياب كرة قوية مرت على يمين الخالدي، ثم هدأ الفريقان وانحصر اللعب في منتصف الملعب لينتهي الشوط الأول بفوز القادسية بهدف من دون رد.

خطأ قاتل للخالدي

وفي بداية الشوط الثاني، كاد الحارس خالد حاج عثمان أن يكلف فريقه كثيراً حين فشل في إبعاد الكرة، لكنه أنقذ الموقف في اللحظة الحاسمة قبل أن تصل الكرة إلى حمد العنزي، وفي الدقيقة 47 تصدى نواف الخالدي لتسديدة الكاميروني جودي، لكن الخالدي عاد وارتكب «خطأ عمره» في الدقيقة 51، حين أخطأ في تقدير تسديدة طه ذياب «السهلة» من ركلة حرة مباشرة ارتطمت فيها الكرة بالأرض وسكنت الشباك وسط دهشة كل مَن في الملعب، ومنح الهدف الثقة للاعبي الاتحاد، في حين بدا الارتباك واضحاً على لاعبي الأصفر، وفي الدقيقة 62 أنقذ خالد حاج عثمان مرماه من هدف محقق، متصدياً للتسديدة التي أطلقها فهد الأنصاري، وأبعدها إلى ركنية، ولو سكنت هذه الكرة شباكه ما لامه عليها أحد، وفي الدقيقة 72 دفع فاليرو بأيمن الصلال بدلاً عن تامر الرشيدي لتنشيط خط الهجوم، وفي الدقيقة 74 اشهر خليل الغامدي البطاقة الصفراء الثانية، ومن ثم الحمراء لطلال العامر الذي ارتكب خطأ غريبا في منتصف ملعب الاتحاد حين جذب أحد لاعبي الاتحاد من فانلته من الخلف دون داع، ورغم ذلك حافظ لاعبو الأصفر على اتزانهم، وفي الدقيقة 77 دفع محمد إبراهيم بفراس الخطيب بدلاً من حمد العنزي «النشيط»، وفي الدقيقة 88 سدد طه ذياب مجدداً من خارج المنطقة، أمسكها الخالدي بثبات، وبعدها بدقيقة نفذ بدر المطوع ركنية ارتقى إليها مساعد ندا الذي ارتطمت رأسيته بحسين فاضل واتجهت نحو الشباك، لكن التوفيق تخلى عن ندا بعد أن تعاطف القائم الأيسر مع الاتحاد، وفي الدقيقة 90 اشهر الغامدي الكارت الأحمر مباشرة في وجه لاعب الاتحاد محمد الحسن للخشونة مع فهد الأنصاري، وهو قرار جانب فيه التوفيق الغامدي! لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي 1/1 ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي.

ركلات الحظ حسمتها للاتحاد

وكان القادسية هو الأكثر تهديداً للمرمى في الشوطين الإضافيين، حيث ذهبت رأسية ندا الموجود على بعد خطوات قليلة من المرمى في الدقيقة 97 عالية، كما مرت تسديدتا المشعان بجوار القائمين في الدقيقتين 99 و111، لينتهي الوقتان الإضافيان بالتعادل الإيجابي 1/1، ومن ثم يحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي حسمت البطولة لمصلحة الاتحاد 4/2.

إبراهيم: أرضية الاستاد لا تصلح للعب كرة القدم

قدم مدرب نادي القادسية محمد إبراهيم اعتذاره بالنيابة عن جهازه الفني واللاعبين إلى الجماهير التي خذلتها نتيجة المباراة، مؤكداً خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة النهائية أن لقب البطولة كُتِب لنادي الاتحاد ولم يُكتَب للأصفر بضربات الحظ الترجيحية. وأشار إبراهيم إلى أن الجهاز الفني تعامل مع اللقاء على أكمل وجه من خلال ظروفه الكثيرة، موضحاً أن أرضية ملعب الاستاد السيئة كان لها دور سلبي كبير على لاعبي الفريقين، مؤكداً أن الأرضية ليست عذراً أو سبباً للخسارة، وإنما أجبرت اللاعبين على التعامل بصعوبة معها، واصفاً إياها «بأنها لا تلصح للعب كرة القدم»، مضيفاً «يبدو أن المهندس رش الأرضية بالماء قبل المباراة، وقد لعبنا وكأن هناك مطراً في الملعب».

وأضاف إبراهيم أن الهدف المباغت الذي دخل في مرمى فريقه وطرد اللاعب طلال العامر أربكا حسابات الأصفر، ولكن الفريق استطاع العودة إلى اللقاء، وعن تغيير المهاجم النشط حمد العنزي، أكد إبراهيم أنه أُجبِر على إشراك فراس الخطيب بعد الطرد حتى يستفيد من تحركاته الكثيرة وخطورته في إرباك دفاعات الخصم، مؤكداً أن الخطيب كان جاهزاً لخوض اللقاء بعدما أشركه في لقاءين ماضيين للتأكد من سلامته.

وأشار إبراهيم أن السبب الرئيسي في خروج فريقه خاسراً هو عدم التوفيق في استغلال الفرص أمام مرمى الاتحاد.

فاليريو: روح الشباب انتصرت على خبرة القادسية

قال مدرب الاتحاد السوري الروماني تيتا فاليريو خلال المؤتمر الصحافي إن الفريق كان يمر بظروف صعبة قبل اللقاء بخسارته جهود 6 لاعبين أساسيين للإيقاف والإصابة، ولكنه استبدلهم بلاعبين شباب أظهروا مستوى منقطع النظير خلال اللقاء. وقال فاليريو إنه سعيد بتسجيل رضوان الكلاجي الذي يبلغ من العمر 17 سنة فقط الركلة الرابعة التي أهدت الفوز إلى الاتحاد، مؤكداً أنه كسب جيلاً جيداً من الشباب للمستقبل.

 وأضاف أنه لم يكن يضع الفوز نصب عينيه في البداية، بل عمل على إغلاق المنطقة الدفاعية في بداية المباراة في وجه هجوم القادسية القوي، بعدها قام بتغيير خطته ليلعب بـ4-4-2، واستطاع أن يستحوذ بشكل أكبر على الكرة ويهدد مرمى القادسية.

 وقال فاليريو إنه أوصى اللاعبين بأن يقوموا بالضغط الكبير على مدافعي القادسية لإجبارهم على لعب الكرات الطولية لسهولة اقتناصها من المهاجمين، والعودة لبدء هجمة جديدة، وبالفعل استطاعت روح الشباب أن تنتصر على خبرة القادسية.