أفادت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اتصل أمس بوزير الداخلية إيلي يشاي زعيم حزب شاس الديني المتشدد، وصرخ في وجهه وحمَّله مسؤولية تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك على خلفية إقرار وزارة الداخلية الإسرائيلية بناء 1300 وحدة سكنية في القدس الشرقية.
وقالت المصادر المقربة من نتنياهو إن إعلان إقرار البناء يأتي في إطار "حرب تيارات" داخل حزب "شاس" بين التيار الراديكالي الذي يتزعمه وزير الداخلية، والتيار البراغماتي الذي يقوده وزير الإسكان أرئيل أطياس الذي يعتبر نجماً صاعداً في الحزب يمكن أن يهدِّد مكانة يشاي لدى الزعيم الروحي للحزب الحاخام عوفاديا يوسف.وأشارت أوساط سياسية إلى أن هناك تنافساً محموماً بين أطياس البراغماتي، الذي يدعم بشكل كامل تجميد البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدعو إلى إيجاد صيغة توافقية مع الولايات المتحدة، وبين يشاي الذي يحاول الظهور كمَن يغار على مصالح اليهود ويحاول إرضاء اليمين المتزمِّت.وعلمت "الجريدة" أن نتنياهو طلب لقاء الحاخام يوسف فور عودته من الولايات المتحدة لبحث الموضوع وإيجاد حل لخلافات يشاي وأطياس.وكان يشاي أحرج نتنياهو، خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل في مارس الماضي، إذ أعلن عندئذ أيضاً مخططات بناء استيطانية في القدس الشرقية. وأفادت مصادر مرافقة لنتنياهو، أثناء زيارته للولايات المتحدة، بأن مستشارَي الرئيس الأميركي باراك أوباما طلبا لقاء يشاي وقيادة "شاس" الشريك في الحكومة لاستيضاح الأداء السياسي للحزب.وقال مصدر كبير في واشنطن إن على نتنياهو إيجاد طريقة لتوسيع الائتلاف الحاكم وتفادي أي أزمات بسبب العملية السلمية، في إشارة إلى ضم حزب "كاديما" الذي ترأسه تسيبي ليفني للحكومة.ويلتقي نتنياهو غداً الخميس وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ومن غير المتوقع إعلان صيغة توافقية بشأن استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين كما كان مخططاً، وذلك بسبب إعلان البناء في القدس الشرقية. وأكدت المصادر أن نتنياهو سيسمع انتقادات حادة من كلينتون.
دوليات
نتنياهو يحمّل يشاي مسؤولية تدهور العلاقات مع واشنطن
10-11-2010