أن نحب...

نشر في 13-02-2011
آخر تحديث 13-02-2011 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: خرج الوسمي والجاسم من السجن... مطلوب تطبيق قانون السجون على السجن... اقرؤوا تفاصيلة فلا يزال فيه سجناء لا نعرفهم.

***

تعود مناسبة «فالنتاين» الشهيرة غداً، 14 فبراير موعداً عالمياً لتجديد تبادل المشاعر العاطفية، وفي الحقيقة لست من المهتمين بتواريخ هكذا مناسبات، غير أنني أحمل أهمية لمواضيعها، فالأديان والحضارات وثقافات الشعوب كلها تقوم على مفهوم المحبة، فالأصل هو اجتماع الناس وتآلفهم، وفي بلدي الكويت طغى الحب على الغضب والحقد: سمو الأمير بحبه لأبنائه يأمر بالإفراج عن د. عبيد الوسمي الذي لا يشك أحد في حبه لبلده، ورئيس مجلس الوزراء يتنازل عن قضاياه تجاه كتاب وناشطين سياسيين رأى وقتها أنهم تجاوزوا حدود اللياقة دون تشكيك أيضا في إخلاص هؤلاء وحبهم للكويت، ولا شك أن هذه الأخبار منبعها الحب والخير.

في الكويت، وما دمنا على أعتاب مناسبة «فالنتاين»، أقول كم نحن بحاجة إلى الاسترخاء، وإعادة التفكير فيما نقول ونفعل ونكتب، نحن بحاجة إلى تقليل الكراهية وزيادة مشاعر المحبة في كل نواحي حياتنا السياسية والاجتماعية.

تقلقني أرقام الطلاق وقضايا الحضانة والنفقة في الأسرة الكويتية، ولا أريد أن أرسم الشاب الكويتي متعجرفاً ولا مبالياً تجاه زوجته وبيته، لكنها التربية منذ الصغر، الأسرة ودورها الاجتماعي والتربوي تراجع فتراجعت معها مشاعر الحب والإحساس بالمسؤولية وإحاطة الزوجة بمشاعر العاطفة التي هي وقود الحياة، فنبي الهدى يصف النساء بـ»القوارير» وبعضنا يتعامل معها كرجل.

مؤسسة الزواج معقدة لأنها ملتقى إرادتين وعقلين، وفي بيئتنا تصبح أكثر تعقيدا لأن الزواج ينظر إليه كخطوة في الحياة، كالتعليم والحصول على وظيفة وليس كقضية تتعلق بمشاعر الإنسان... امرأة كانت أم رجلا، ولا تزال نظرة الجنسين إلى بعضهما غير ناضجة؛ فيها نفعية واقتناص، ربما لنقص في الصدق الذي هو ماء الحب.

تهادي المحبين والعشاق في هذا اليوم شيء جميل، لكنه يبقى تهاديا مدفوعاً بتاريخ المناسبة، وتبقى أيام السنة طويلة وبحاجة إلى ذهنية السلام الداخلي الذي يجعل من الإنسان آدميا.

شدتني منذ أن قرأتها رسائل متبادلة بين الأديبين والشاعرين جبران خليل جبران ومي زيادة في عشرينيات القرن الماضي؛ تمثلان نموذجا للحب الشفاف بين رجل وامرأة، وهي منشورة في الشبكة الإلكترونية وأنصح بقراءتها، فهي تنضح رقيا وحبا وصفاء، كيف لا ومي تقول لجبران في إحدى رسائلها له وهو في نيويورك: أحبك قليلا كثيرا!!

ربما يتأفف كثير من الرجال من غيرة زوجاتهم، وغيرة العربية مختلفة، فهي تحرق، لكن ليتذكر هذا المتأفف ويسأل نفسه، هل مساحة الحرية الاجتماعية وحرية الحركة المكفولة للمرأة هي ذاتها للرجل في مجتمعنا؟ الميزان ينزل درجات لمصلحة الرجل بالطبع، ولذا لا نستغرب تعلق المرأة به بعد اقترانهما، فهو بوابتها إلى المجتمع والناس، فقبل الزواج تحسب على المرأة كل حركة تقوم بها، وبعد الزواج يرسم الرجل خارطة طريق جديدة لحركتها ويحدد لها أين تذهب وكيف تتصرف، فهي كائن متعلق بآخر، فإن غارت من تصرف من تعلقت به تأفف! فرفقا بالقوارير... غداً وطوال العام.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top