كيف تعلنان لطفلكما خبر طلاقكما؟

نشر في 21-05-2011 | 00:00
آخر تحديث 21-05-2011 | 00:00
الطلاق ظاهرة متفشيّة لكنها ليست حلاً شافياً. إذ يعيش الطفل الذي يواجه مشاكل طلاق والديه اضطرابات جدّية وحيرة حتمية ويتحتم عليه لاحقاً أن يُكوِّن نفسه بنفسه، وأن يبحث عن أسس متينة أخرى. لمساعدته يجب على كلّ منكما تحمّل مسؤوليّاته والقيام بدوره على أكمل وجه.

إبلاغ الطفل قرارالطّلاق صعب جداً. فالأمر يتطلّب الكثير من الحب والحنان والرّقة واللباقة. والأهم من ذلك إفهامه أنّه ليس هو المتسبّب بهذا الوضع والحؤول دون شعوره بالذّنب.

تفهّم الوضع

إعلان الانفصال أمام طفلكما يجب أن يكون مصحوباً بتوضيح حول ما سيجري (مع تفادي التطرّق إلى الجانب السلبي للعلاقة الزوجية) لمستقبل كلّ واحد منكم. لكن لا بدّ من أن تفعلا ذلك تدريجاً وأن يقتصر هذا الإعلان على ما هو ضروري. ينبغي أن يفهم الولد أسباب طلاقكما كي يقبل الوضع، ومنها ما يلي:

· إنّه قرار اتّخذه الكبار

ينبغي أن يفهم الطفل أنكما اتخذتما هذا القرار بعد أن فكّرتما فيه ملياً.

· لست المسؤول

قولا له: «لم نتشاجر أو قرّرنا الطّلاق بسببك. فهذا ليس ذنبك، فقد أحببنا بعضنا حباً جماً ورُزقنا بك. لكن أحياناً يختفي هذا الحب، أمّا أنت فنحن نحبّك كثيراً وهذا لن يتغيّر أبداً».

· لن نغيّر رأينا

قولا له إنّه قرار اتّخذ بعد أشهر عدّة، وأنّكما متأكدان من هذا الخيار ولا رجوع عنه.

· لماذا نطلّق

أخبراه ما هو ضمن العموميات وليس ضرورياً التطرّق معه إلى موضوع الخيانة مثلاً... قولا له فحسب إنه لم تعد لديكما أمور مشتركة وأنّ الحياة الزوجية تُبنى على الحب والثّقة وهذان العاملان لم يعودا موجودين لكي تعيشا معاً.

· أنت المحبوب

من المؤكّد أن الطفل بعد الطلاق سيعيش معظم الوقت مع أحد والديه، إلاّ أنّه سيظلّ يراهما كلٌّ في منزله. سيكون الأمر صعباً جداً لأنّه سيضطرّ الى التنقّل الدائم. لكن إن لم يستطع ذلك فيمكنه أن يتّصل عبر الهاتف.

· في الحياة نحن عرضة للتّغيير والخطأ

من الطّبيعي أن يكون للإنسان شريك في حياته ولو أن التجربة لا تُكلَّل دائماً بالنّجاح، إذ نخطئ أحياناً في خياراتنا ونتابع البحث عن شريك آخر.

في حال وجود شريك آخر، على الأهل فتح هذا الموضوع مع الطفل لأنّ ذلك سيساعده في حياته العاطفيّة مستقبلاً.

لا تستعجلا

عليكما التروّي وأخد الوقت الكافي في ما يخص الحديث عن موضوع الطّلاق مع طفلكما مهما كان عمره. قولا له إنّكما اتّخذتما هذا القرار بعد تفكير مطوّلٍ وإنّكما اتّفقتما على كلّ شيء. وكلّما كان حديثكما بعيداً عن اللّوم والعنف كلّما ساعدتما طفلكما على قبول هذا الواقع . فضلاً عن أنّكما ستظلان مدى الحياة مسؤولين عن تربيته. فواقع عدم العيش تحت سقف واحدٍ لن يُغيّر من مقدار الحب الذي تكنّانه له. كذلك، أفهماه أنّكما ستبقيان دائماً إلى جانبه وستكونان له آذاناً صاغيةً وستحترمان الطّرف الآخر وستمنحانه كلّ الثقة.

تحدّثا مع طفلكما بهدوءٍ عن أن الطّلاق بينكما أمر لا بدّ منه، لكن من دون إشراكه في خلافاتكما. لا تصدرا الأحكام حول الموضوع ولا تقولا مَن المخطئ ومن المتسبِّب في عذاب الآخر. بل ركّزا على الجانب الإيجابي فحسب وعلى كل الأمور الجميلة التي سيكتشفها الطفل في حياته الجديدة.

الوقت المناسب

من المستحسن عدم استعمال كلمة «طلاق» ما دمتما غير متأكّدين من أنّ القرار الذي اتخذتماه لا رجوع عنه. مثلاً، انتظرا مباشرة معاملات الطّلاق. وفي الوقت نفسه لا تعلما طفلكما بالقرار في آخر لحظة، وفي حال قرّرتما الرحيل عليكما إخباره بذلك مسبقاً. ومن المفضّل أن يُحضّر الأهل حديثاً موحّداً يحول دون تعقيد الأمور، فالأخطاء والمآخذ تعني الوالدين فحسب وليس الأولاد.

ننسى غالباً أنّ إدارة نتائج الانفصال تنتج منها انعكاسات سلبية تدوم سنوات عدة، يضطرُّ خلالها المرء إلى رؤية الشريك السابق واتّخاذ قرارات والتّشاور بخصوص اللأولاد. عندها يجب أولاً أن تتصرّفا لصالح أولادكما.

في حال لم تتّخذا بعد قرار الطّلاق وتحتاجان إلى الابتعاد فحسب، فلا تكذبا على ولدكما، قولا له إنّكما تحتاجان إلى إعادة النظر في حياتكما وإنّ ذلك يتطلّب بعض الوقت، وإنّ والده سيترك المنزل خلال هذه الفترة. أخيراً، إعلما أنّه ليس ثمة عمر نفهم فيه الأولاد بشكل سهل انفصال الأهل... فلكلّ حالة خصوصيّتها، لكن لحسن الحظ يجد الكثير من الأطفال الأسس الضروريّة لنموٍّ طبيعيّ لحياتهم في ما بعد.

يأمل الطفل لاإرادياً بأنّه سيأتي يوم يتصالح فيه أهله، لذلك، لا تشجعاه على هذا الأمر. تفاديا إذاً الّلقاءات المتكرّرة، إنما من الضروري أن تجتمعا معاً للتداول بخصوص أحداث مهمّة تخصّ طفلكما كالدّخول الى المدرسة والمناسبات الدينيّة.

ما بعد الطلاق

يجب وضع نظام واضح ودقيق لحياة الطفل بعد الطلاق. إذ ينبغي أن يشعر بالأمان في المنزلين، أي منزل أمّه ومنزل أبيه. تفاديا أن يتنقّل كما لو أنّه ذاهبٌ في رحلة، أو أن تحضّرا أغراضه على حين غّرّة. كونا دائماً تحت تصرّفه، وحاولا دفعه إلى أن يعبّر عن رأيه من دون إفراط وأجيبا عن تساؤلاته. حاولا أن تفتحا حواراً حقيقياً معه مع الحفاظ على مصلحة الطفل كأولويّة.

· حدّدا له دائماً أنّ التّربية والصّحة يشكّلان موضوع الحديث بينكما.

· في حال وجود شريك جديد، حاولا ألا تقحماه كثيراً في الموضوع فهو لن يكون محايداً، وطبعاً استشيراه لكن لا تأخذا بنصائحه بشكلٍ حرفيٍّ.

· اقترحا عليه وضع صُوركما في غرفته والاتصال بكما بانتظام.

· عندما يذهب عند والده في نهاية الأسبوع، حضّري معه حقيبته ولا تنسي لعبته المفضّلة. ضعي جدولاً زمنياً للزيارات واحترميه.

· أخيراً، في حال كانت لزوجك السابق شريكة جديدة، تعرّفي إليها في أقرب مناسبة لتخبريها عن نمط عيش ولدك وعاداته وذوقه.

ستعيشان أوقاتاً صعبة، لكن تأكدا أنّ ولدكما بريء من هذا كلّه ولا ينبغي أن يدفع ثمن طلاقكما، فالحبّ والحوار كفيلان بإصلاح الأمور وسيمكّناكما من مساعدة طفلكما وتخطّي هذه المحنة بسلام.

back to top