التكسب السياسي على حساب الوطن أمر في غاية الخطورة، والعزف على الوتر الطائفي خاصة في أوقات الأزمات جريمة عظمى يجب ألا تفوت دون عقاب أو حساب، فقوة الوطن بوحدة الصف، والحاجة في وقت الشدة تدعو إلى جمع الكلمة لا تفريقها، وتأجيل المصالح الفئوية والشخصية لوقت الهدوء والسلام، فالنار تنطلق بشرارة ثم تشتعل لتحرق الجميع، مشعلها ومن حوله، لذلك فإن تشجيع بعض القنوات الفضائية لمن اشتهروا بالطرح الطائفي على الحديث لديهم ودعوتهم وإعلان لقاءاتهم والدعاية لهم أمر لا يقل خطورة عن سموم أولئك الطائفيين، فالأولى في هذه الأيام إطفاء نار الفتنة لا سكب البنزين عليها، وحماية الوطن وتأليف قلوب المواطنين حوله، أولى من كسب أعداد إضافية من المشاهدين أو زيادة بعض الإعلانات التجارية، فالله الله في وطنكم وأمنه فهو بعد الله حصنكم المنيع وجنتكم في أرضه.

Ad

* * *

السعودية والبحرين وقطر والإمارات وعمان هم بعدنا الاستراتيجي وامتدادنا التاريخي، ودرعنا الأمني، ونسيجنا الاجتماعي لا يمكن أن ننفك منهم ولا ينفكوا منا، هم أهلنا، وامتداد أرضنا، وهم نسبنا وعرضنا، ومن أراد أن يفرق بيننا وبينهم فليس منا، ولا يريد الخير لنا، ولا يريد الأمن لدولتنا، ومن يرد زعزعة أمن أي دولة من هذه المنظومة فإنما يهدف إلى زعزعة أمن الكويت، ومن يرد انتزاع الكويت من هذه الوحدة السياسية فإنما يسعى إلى الاستفراد بها وإبعادها عن مصدر قوتها وإخراجها من سورها وحصنها وإعدادها لقمة سائغة لمن يتربص بها ويتجهز للانقضاض عليها.

من يحب الكويت بحق فعليه أن يحب أخواتها جميعاً، فنحن ست في واحدة ومن أعلن الحرب على واحدة فكأنما أعلنها على الست فاحذروا وانتبهوا فإن التساهل في هذا الأمر عاقبته خطيرة والسكوت عنه سكوت عن أمن كل واحد فينا.

* * *

أهنئ الأخ علي الدقباسي على تزكيته رئيساً للبرلمان العربي مع علمي الأكيد أن العمل السياسي العربي من أصعب ما يكون، فالعرب اعتادوا الخلاف ولم يعتادوا الوفاق، وكلامهم أكثر من عملهم، ووعودهم مجرد كلام وقليل منهم من يفي بها، يعرفون كيف ينتقدون لكنهم لا يعرفون كيف يصنعون الحلول... وعلى كل حال أسأل الله أن يوفق الأخ علي ويعينه في مهمته الجديدة خدمة لوطنه وأمته.