الكويت ليست كباقي الدول العربية
الكويت بلد صغير، غني، سكانه قلة، مشاكله مختلقة، فيه عقول، منفتح اجتماعيا، للمرأة حضور في مشاهده اليومية، وهي عوامل قوة يجب استثمارها، فبإمكاننا أن نصبح من البلدان المهمة في العالم فقط بالاهتمام بالتعليم، واستقطاب الجامعات العالمية، وإعادة مكانتنا السابقة في الثقافة العربية، وتشجيع مئات من الشباب المبدعين في جميع المجالات.أول العمود: أتمنى من بعض خطباء المساجد التوقف عن الدعوة على غير المسلمين، فالمسالمون منهم كثر ويقدمون للحضارة الإنسانية الكثير من الفوائد... بعضهم يدعو: «اللهم جمد الدماء في عروقهم»... كيف ذلك وهم الذين اخترعوا «الآيفون» و«الفيسبوك» الذي يقتلع طغاة منطقتنا العربية.
***نجلس خلف شاشات الفضائيات، نحن الكويتيين، ونتابع أحداث عام الثورات والاحتجاجات العربية في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، والجزائر، والبحرين، والأردن، ودول أخرى، وتختلف آراء الكويتيين حول مسألة المقارنة بين أوضاع تلك الدول من جهة، والكويت من جهة أخرى. بالطبع الأوضاع مختلفة ومن التعسف وضع الكويت في مقارنة مع ما يحدث في تلك البلدان، لكنني لا أفضل أن أقارن بلدي بنماذج رديئة، فقط من أجل طلب الراحة النفسية وأتكئ على مقولة: الله لا يغير علينا، بل أطلب من الله ونحن نعيش أيام الفرح والاحتفال بثلاث مناسبات عظيمة أن: يغير علينا، ولكن في ماذا؟مشاكلنا في الكويت غير مستعصية لأنها غير مرتبطة بالحكم بل في الإدارة، وباستغلال البترول في البناء الحقيقي، وأعتقد أنه من المهم أن نقوم بتقييم مسيرة خمسين عاما على الاستقلال على أكثر من جبهة: مستوى التعليم ومخرجاته، توسيع رقعة القطاع الخاص، هدر المال العام، وقف التلوث البيئي، حل مشكلة غير محددي الجنسية إلى غير رجعة، ووقف استغلال وزارات الدولة ومؤسساتها لتقديم خدمات مخالفة للقانون والعدالة الاجتماعية كما يحدث أيام الانتخابات وفي غيرها، اعتماد الحكومة الإلكترونية كمدخل للقضاء على الواسطة. وكل ما سبق يأتي تحت سقف واحد عنوانه: سيادة القانون على جميع المواطنين, ومنفذه تفعيل مواد الدستور الذي أثبتت الأحداث التاريخية أنه منقذ الكويت الأهم، ونتذكر هنا الاحتلال العراقي للكويت. الكويت بلد صغير، غني، سكانه قلة، مشاكله مختلقة، فيه عقول، منفتح اجتماعيا، للمرأة حضور في مشاهده اليومية، وهي عوامل قوة يجب استثمارها، فبإمكاننا أن نصبح من البلدان المهمة في العالم فقط بالاهتمام بالتعليم، واستقطاب الجامعات العالمية، وإعادة مكانتنا السابقة في الثقافة العربية، وتشجيع مئات من الشباب المبدعين في جميع المجالات... بإمكاننا أن نحدث ذلك وبسهولة، لكن يبقى الاختبار الأصعب هو في مدى إيماننا بأن القانون هو الذي يؤمن الاستقرار الاجتماعي بيننا، فهو الأصل في عملية البناء ومن دونه تنمو مشاعر الكراهية والتمييز بين الناس في البلد الواحد.أمنيتي أن يسود القانون الجميع وأن تفعل مواد الدستور جميعا... أتوق إلى كويت وفق هذا النموذج، ونحن قادرون على ذلك. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة