كان اختبار قناة «سكوب» فرصة متجددة لمن اكتشفوا الديمقراطية بالمصادفة المحضة و«دوشونا» بأسطوانة الدفاع عن الحريات العامة، وفي كل اختبار كانوا يقعون بصورة مريعة، خصوصاً إذا كان المجني عليه لديه سوابق كثيرة في التهجم على فئات واسعة من الشعب، قبائل وعوائل وطوائف وتجمعات وجمعيات ونشطاء.
«زين يسوون فيهم»، «قناة الفتنة»، «يستاهلون أكثر»، والأخطر «يا ليتنا كنا معاهم»، يا سبحان الله الكثيرون «بغوها» في قناة «السور» وخرجوا مستنكرين وغاضبين في الأندلس والعقيلة وغيرهما وخاتمين بعد كل مسيرة احتجاجية «الوعد قدام يا الساقط» ورغم كل ذلك لم يمس أحد شعرة في رأس مالك قناة السور» مع أنه تلفظ بما يجعل من كلام «لاري كينغ» يوم السبت الفائت أنشودة تُغنّى للأطفال قبل نومهم، ولكن هذه هي الدنيا- في الكويت طبعاً- الغلط على أصول الناس في فهم الحكومة يدخل تحت مظلة حرية التعبير، وعقد الندوات والتجمعات التي حللها الدستور يشكل تهديد للوحدة الوطنية! وعندما مست النار ثوب بعض أبناء الأسرة الحاكمة، وضع القانون على مشجب مساطر سمو الرئيس وتم اللجوء إلى القضاء فوق المستعجل والذي يعني «خذ حقك بذراعك» وبدلاً من أن تأتي في «السور» أتت في قناة «سكوب».في الاختبارات الحقيقية يسهل اكتشاف أصحاب المبادئ من الممثل المزيف فهناك من يتقمص دور نيلسون مانديلا في مناهضة العنصرية وداخل شرايينه تجري دماء هتلر، وغيره يلبس قناع الأم تيريزا في مسرحية مساعدة الأطفال الفقراء وتحته يحتجب وجه الجزار شارون، وفي الأحداث التي رافقت قناة «سكوب» (تهمة التحريض، والتطاول، والاقتحام) الرؤية واضحة جداً... ففي البدء وزارة الإعلام لم تأتِ بجديد وهذا ما كنا نحاربه منذ زمن ولا نجد غضاضة في إعلان تضامننا مع قناة «سكوب» ونقول لملاكها أهلاً بانضمامكم إلى نادي الانقلابيين ودهشتكم نعرف والله أسبابها، فأنتم صرّحتم بأنكم وقفتم مع سمو رئيس الحكومة ووزرائه، وأبديتم انزعاجكم من تقربهم لمن يرفع «الكارت الأصفر» بوجه الأسرة الحاكمة، ورفعتم شعار نبيها هيبة وحشدتم الناس ضد حملة «ارحل»، وبعد كل هذا التعب في الموالاة فإن الحكومة قلبت علينا!أما في قضية التطاول على أسرة المالك الكريمة على لسان الزميل طلال السعيد فما قام به هو تفسير واضح لمعنى الموالاة «السكوبية» التي لا تعني موالاة كل الأسرة الحاكمة وإنما موالاة أطراف فيها، لذلك تم تصويب الرشاش الأسبوعي بسهولة بالصورة التي شاهدها الجميع على الهواء مباشرة، وأما ما قام به المتضررون من كلام السعيد من تخريب متعمد لا يعكس سوى حالة الفوضى التي تعيشها الكويت أخيراً، وأن يأتي ذلك الفعل من أفراد من الأسرة الحاكمة فذلك شيء يدعو إلى القلق المضاعف.في الختام كان اختبار قناة «سكوب» فرصة متجددة لمن اكتشفوا الديمقراطية بالمصادفة المحضة و»دوشونا» بأسطوانة الدفاع عن الحريات العامة، وفي كل اختبار كانوا يقعون بصورة مريعة، خصوصاً إذا كان المجني عليه لديه سوابق كثيرة في التهجم على فئات واسعة من الشعب، قبائل وعوائل وطوائف وتجمعات وجمعيات ونشطاء، وكنا نؤمل النفس أن يتعلم مكتشفو الديمقراطية من الدروس المتلاحقة دون جدوى، فلم يتساموا فوق جراحهم، بل تركوا مواقفهم رهينة لغضب الأيام السابقة، وكشفوا عن حقيقة أنهم مجرد انتقائيين يرون أن الحرية تعني حريتهم هم فقط، أما حرية الآخرين فهذه مسألة فيها «أخذ ورد».لدي سؤال مهم كم من الغاضبين ينتظرون دورهم؟الفقرة الأخيرة: من استنجد بطلب الهيبة على فهم «نبيها هيبة»، كان أول من نزلت عليه سياط الهيبة.
مقالات
الاغلبية الصامتة: بغوها في السور جت في سكوب
21-10-2010