كان الكلام في الديوانية يدور عن الحكومة القادمة... الوزراء المغادرين والوزراء القادمين، هل سيغلب عليها الشباب أم المخضرمون؟ هل ستكون ذات صبغة سياسية أم فنية؟ هل سيكون لخطة التنمية تأثير في الاختيار أم سيكون للترضيات والتوازنات الحزبية والقبلية والطائفية الكلمة العليا في تشكيلها؟ هل سيظل الوزراء الشيوخ في أماكنهم أم سيحدث تدوير في حقائبهم؟ هل ستشكل سريعاً أم ستأخذ وقتاً أطول من سابقاتها؟
كان الجميع تقريباً يتحدثون ويدلون بدلوهم دون حرج ولا قيد، فمساحة الحرية في الديوانية لا سقف لها ولا لائحة تضبطها إلا الأعراف الشعبية والخلق الطيب.وفجأة التفت أحدهم نحوي يسألني: وماذا عنك؟ ما الذي تتمناه في التشكيل الجديد؟ قلت: لا شيء يختلف كثيراً عما تتمنونه جميعاً ويتمناه كل الكويتيين، نتمنى حكومة جديدة في شكلها وأسماء وزرائها، جديدة في منهجها وتوجهاتها، قادرة على التخطيط للمستقبل والنظر إلى الأمام، ومستعدة لمواجهة المشاكل المتراكمة عبر السنين والتصدي لحملات التشكيك بها قبل أن تولد، والتواصل مع الشعب وإيصال صوتها إليه دون وسيط، تعرض عليه خططها وتشاركه في همها وطموحاتها، وتشرح له أهدافها للسنوات المقبلة، كي يعرف نهاية ما تريد أن تأخذه إليه، ويتهيأ للانتقال معها إلى الحالة المقبلة فتقترب منه ويقترب منها... نريد منهجاً جديداً في الاختيار، يسقط من حساباته المحاباة والتوصيات التي غالباً ما تأتي على حساب الكفاءة والمقدرة، لا نريد أن يعود إلى الوزارة كل اسم حامت حوله الشكوك والاتهامات بالانتفاع من المنصب، ولا نريد أن يعود إليها من عجز عن التصدي للمشاكل وحام حولها دون أن يحرك فيها ساكناً، لا نريد الوزير الموظف الذي لا يحمل فكراً ولا يخالف أمراً ولا يناقش رأياً.قال لي مقاطعاً: وهل تظن أن المجلس سيرضى عن الحكومة التي تحدثت عنها؟ قلت: المجلس ليس كتلة واحدة ولا حزباً واحداً، ففيه خمسون رأياً لن تستطيع أن تجمعهم على رأي، وستجد من يدعمها وستجد من سيعارضها، المهم أن يكون أعضاؤها قادرين على إقناع الشارع الكويتي بقدرتهم على الإنجاز ونظافة أيديهم واستعدادهم لتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما هو تحت ولايتهم.
مقالات
كلمة راس: الحكومة الجديدة
13-04-2011