غضب الشعوب العربية الثائرة الآن سببه الأول أنها لم تعد تقبل ممارسات حكوماتها المتلاعبة بها، والتي تمارس الضحك على الشعب في وسائل تفننت في إتقانها إمعانا في الاستمرار بالخداع والاستغلال ونهب ثروات بلادها.

Ad

كل هذه الأنظمة تفننت في خداع الشعوب:

- ادعت الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير بينما عدلت دساتيرها وقوانينها لتنقلب على إرادة الناس وتزوير إرادتها.

- مارست الرشوة والضغط والإرهاب لسرقة المؤسسات التشريعية والقضائية (باسم الدستور والقانون) فأنجحت الموالين وأبعدت المعارضين.

- ادعت الانفتاح وتبني خطط اقتصادية لرفع مستوى المعيشة لشعوبها ومارست كل أعمال النصب والاحتيال لسرقة المال العام، وتكديس الثروات لها ولأتباعها ومسانديها.

- كدست وجهزت قوات الأمن لرصد المعارضين واعتقالهم وإرهابهم ومنع أي تعبير لمناهضة الفساد.

- مارست كل أنواع الخديعة لخداع الرأي العام العالمي المراقب لإيهامهم أن النظام يرعى حرية الرأي والتعبير.

- تحولت النظم الجمهورية إلى نظم ملكية، فكل رئيس يبقى في موقعه حتى وفاته بحكم (الدستور)، بل إن كل بلد ثائر كان الأبناء يعدون لاستلام السلطة بعد وفاة آبائهم.

- في الوقت الذي انكشفت فيه حجم ثروات هؤلاء الرؤساء الجمهوريين تدنى مستوى المعيشة لشعوبهم. في مصر واليمن أصبح أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.

- في كل مرة يحس النظام بنقمة في النفوس يجري عمليات ترقيعية وشكلية تغير أشخاصا وأشكالا لكن لا شيء حقيقيا لمصلحة الناس... مجرد ضحك على الذقون.

- حالات الضحك على الذقون أصبحت واضحة وممجوجة ولم تعد تنطلي على أحد لكن هذه الأنظمة اعتمدت على منظومة إعلامية لمزيد من الخداع، فكادت من قوة تنظيمها وميزانياتها أن تجعل النظام يصدق كذبه وخداعه.

ما لم تحسب له الأنظمة أي حساب أو أنها استصغرته هو هذا الجيل الجديد وقدرته على التواصل والتفاهم وإعداد ثورة في أروع أشكالها... الشباب أشعلوها لكن الثورة في النفوس تغلي بعد أن فاق خداع هذه الأنظمة أي احتمال.

الدروس المستفادة لمن يريد أن يستفيد أن الناس ليسوا بهذا الغباء لكي يفوتهم اللعب والخداع وأساليب الضحك على الذقون، وإذا كان «الشيّاب» غير قادرين على المتابعة أو انتهت طاقتهم فإن الشباب واعون ومتفتحون ويتابعون كل كبيرة وصغيرة ولا تفوتهم صفقة مالية كانت أم سياسية داخلية أم خارجية، ويدركون لماذا أخذ هذا القرار أو ذاك؟ ولماذا يقرب هذا الفريق ويبعد ذاك الفريق؟ وما الثمن المطلوب والمدفوع؟

للأسف هناك من يعتقد أنه أذكى من كل البشر أو أنه قادر على الخداع وشراء السكوت واستخدام وسائل مختلفة لذر الرماد في العيون، وتمرير صفقات وتحالفات؛ معتقدا ألا أحد يدري ويدرك ويجمع وينتظر للوقت المناسب أو غير المناسب.

فهل نعي أن الوقت قد تغير؟ وهل ندرك أن خداع الشعب مرفوض حتى لو كان تحت عنوان دستوري أو قانوني؟